القره داغي يرد رداً حاسماً على تصريحات مفتي مصر حول مسلمي أوروبا

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 12.10.2020 13:55
صورة أرشيفية للجالية المسلمة في باريس صورة أرشيفية للجالية المسلمة في باريس

وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتقاداً حاداً على مفتي مصر شوقي علام، بسبب تصريح بشأن الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا.

ففي تدوينة بعنوان "أيها المفتي السلطوي: يلزمنا التقوى قبل الفتوى"، قال علي محيي الدين القره داغي، الأحد، في صفحته على فيسبوك: "تناقلت مصادر إعلامية تصريح مفتي مصر شوقي علام"

وأضاف: "وقد جاء في تصريح المفتي أن ما يقرب من 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا ينتمون إلى تنظيم الدولة"، في إشارة إلى داعش الإرهابي.

واعتبر القره داغي أن "تلك التصريحات غير المعقولة وغير المقبولة تظهر وتعكس وضع المؤسسات الدينية في مصر في عهد غياب القانون وسيادة العسكر، وأنها تحولت إلى جهاز وظيفي يخدم دولة لا قضية".

وأكد أن "هذا الكلام السلطوي الصادر من جهة الإفتاء يفتقر إلى الدقة والموضوعية وقبل كل شيء رقابة الله سبحانه وتعالى".

وتابع: "فخلاف النظام المصري مع أي جماعة دينية لا يلزم المفتي المصري أن يكون بوق سلطة ينشر العقل المخابراتي، الذي يحرض على المسلمين والمسلمات حتى وصل التحريض إلى خارج مصر".

وتساءل مستنكرا: "من أين جاء المفتي بهذه النسبة؟ ولماذا يتم تخويف السلطات من المسلمين؟ وهل حقا من انضم إلى داعش يمثل 50 بالمئة من الجيلين الثاني والثالث؟".

واستشهد القره داغي بتقرير لشركة الاستشارات الأمريكية(Soufan) ، أفاد (في أكتوبر/ تشرين الأول 2017) أن روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال مع "داعش" في سوريا والعراق، تليها السعودية والأردن وتونس وفرنسا على التوالي.

وأردف، وفقا للتقرير، أن هذا هو ترتيب الدول نفسه بالنسبة لعدد المقاتلين العائدين من سوريا والعراق.

ومضى متسائلا: "فلماذا الكذب ولماذا التدليس ولماذا استحضار رضى السلطان قبل رضى الرحمن؟".

وتوجه القره داغي إلى علام قائلاً: "يا مفتي الديار المصرية: المسلمون في الغرب يعيشون في ظل بلاد تحكم بالقوانين وليس تحت نزوة انقلابي ولا معية واعظ يخدم القاتل ويحرض على الفتنة دون أن يشعر ولا مجادل يعمق الخصومات".

ويحكم مصر حاليا الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ "فوزه" عام 2014 في أول انتخابات رئاسية أجريت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي (منتمي لجماعة الإخوان)، صيف 2013، عقب عام واحد من رئاسته.

واستطرد القره داغي: "المسلمون في الغرب ينتظرون فتاوى دينية لا مواقف سياسية، فتاوى تدعم حياتهم والاندماج والمحافظة على دينهم وهذا ما تقرره القوانين في الغرب.. لا ينتظر المسلم في الغرب تصريحات من مفتٍ تكون فتنة تؤجج النار وتشعل الحريق!".

وتابع: "أحمد الله أن قوانين الغرب في عامتها لا تحتكم إلى عسكركم ولا أجندات سياسية تقهر شعوبها ولا إلى عسكري استباح حرمة كل مقدس".

وقال القره داغي: "صرح المفتي علام بأن أعداد الدواعش في ازدياد". وأردف: "وهذا بهتان كبير وكذب (...) المسلمون في الغرب أكثر الناس تضررا من داعش، وكلام المفتي علام ذكرني بكلام المفتي السوري بدر الدين حسون عندما هدد أوروبا بأنها ستحترق إذا مست بشار الأسد، وأن الانتحاريين سيضربون أوروبا وهم تحت الطلب ورهن الإشارة!".

ومضى قائلا: "وظيفة المسلم أن يكون عوناً للمسلمين في الغرب ولا يكون عونا لليمين المتطرف.. ما قاله المفتي هو صدى لما قاله السيسي في ألمانيا من تحريض على المساجد".

وخلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، العام الماضي، حث السيسي الأوروبيين على الانتباه لما يُنشر في دور العبادة، وعدم السماح للمتطرفين بأن يوجهوا البسطاء نحو الغلو والتطرف.

وختم القره داغي بقوله: "أيها العسكر: أليس فيكم رجل رشيد، هل يعقل أن يتحول المفتي إلى ضابط أمن.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (سورة يوسف - الآية 21)".