السياح العرب يعززون انتعاش السياحة في تركيا

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 27.07.2021 14:50
وجه عربي في المسجد الأزرق، اسطنبول SABAH وجه عربي في المسجد الأزرق، اسطنبول (SABAH)

يساعد الزوار العرب الذين يغريهم جمال الطبيعة وغياب الحجر الصحي والأسعار المعتدلة، على تعزيز انتعاش صناعة السياحة في تركيا، كما يعوض توافدهم الغزير عن الفجوة التي خلفها منع سفر البريطانيين الذين لا تزال البلاد محظورة عليهم.

وفي حديث مع الصحافة قال الأردني "عمر أبو زهرة" البالغ من العمر 48 عاماً ويقضي إجازة مع أسرته في إسطنبول، إن السياحة في تركيا تعد خياراً أفضل من الوجهات الخليجية، وكذلك أفضل من الذهاب إلى دول الاتحاد الأوروبي الذي منع المسافرين الأردنيين من دخول أراضيه لفترة من الزمن.

وأضاف "أبو زهرة" خلال جولة على متن قارب في مضيق البوسفور، بينما كان 9 أردنيين آخرين يرتشفون القهوة التركية ويلتقطون صوراً لقصور من العصر العثماني: "ليس عليك الذهاب إلى أوروبا، إنها أغلى بكثير.. وما زالت هناك بعض القيود".

وفي تلك الأثناء سألت أخته "منى أبو زهرة" المرشد السياحي عما إذا كانوا سيبحرون بالقرب من قصر "عبود أفندي" على الواجهة البحرية، حيث تم تصوير المسلسل التلفزيوني التركي "نور" أحد أكثر المسلسلات التركية شعبية في الدول العربية.

وأضافت "أبو زهرة": "هذا البلد الرائع هو أفضل مكان للذهاب إليه من حيث الأسعار والثقافة والطبيعة والطعام والطقس".

وكانت عائلة "أبو زهرة" الأردنية عادت لزيارة تركيا هذا العام بعد أن قضت إجازة رائعة في منتجع أنطاليا المتوسطي قبل بضع سنوات.

وختم "عمر أبو زهرة" حديثه قائلاً: "سمعنا كثيراً عن إسطنبول، ولو أردنا الذهاب إلى المناطق السياحية في الأردن مثل البحر الميت أو العقبة، لسوف ننفق أكثر بكثير من هنا. لذا زيارة تركيا اختيار جيد بأسعار جيدة".

ويمثل قطاع السياحة في تركيا ما يصل إلى 12% من الاقتصاد وهو مصدر رئيسي للإيرادات الخارجية والعملات الأجنبية.

وقد تضرر قطاع السياحة بشدة في العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، وانخفض عدد الوافدين بين عامي 2019 و2020 بنسبة 69%، كما انخفضت الإيرادات من 34.5 مليار دولار إلى 12 مليار دولار.

ويتوقع المسؤولون أن تعود هوامش الربح لهذا العام أقرب إلى مستويات ما قبل الوباء، بالرغم من زيادة الإصابات التي مرت بها البلاد وأدت إلى إغلاق جزئي في مايو/أيار.

ووفقاً لهيئة المطارات الحكومية، وصلت أعداد المسافرين في المطارات التركية في الأسبوع الأول من يوليو/تموز إلى أعلى مستوياتها منذ تفشي الوباء.

ويقول المسؤولون التنفيذيون في صناعة السفر إن الرحلات الجوية من روسيا، أكبر مصدر للسياح في تركيا، استؤنفت الشهر الماضي، كما أن الألمان وهم يمثلون ثاني أكبر مصدر للسياح، ازدادت حجوزاتهم بشكل ملحوظ وبدؤوا بالتوافد أيضاً.

لكن غياب البريطانيين الذين ظلت تركيا بالنسبة لهم على القائمة الحمراء وقيدت حكومتهم جميع الرحلات باستثناء الضرورية منها، جعل الحركة الجوية الدولية إلى تركيا لا تزال منخفضة بنسبة 52% في يونيو/حزيران مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019.

في غضون ذلك، أوضح مسؤولون تنفيذيون أن السفر الخالي من الحجر الصحي والأسعار المعقولة قد عززا الطلب من بلدان الخليج والشرق الأوسط.

وقال "سردار علي أبت" رئيس شركة "الكرنك" للسفريات، المتخصصة بشكل أساسي بأسواق الخليج والشرق الأوسط: "نرى طلباً كبيراً وحجوزات ذات ميزانية عالية من الأردن التي تبدو في الوقت الحالي أكبر سوق لنا في المنطقة".

كما أن أعداد المصطافين العرب من الأراضي الفلسطينية آخذة في الارتفاع، إذ قدّرت نسبتهم هذا العام بـ 50% من مستويات ما قبل الوباء، ويعزى ذلك جزئياً إلى المواقف السياسية مع السعودية والإمارات والأزمة الاقتصادية في لبنان.

كما أكد "أولكاي أتماجا" المدير العام لفندق "إنفيستا بيليك"، أن فنادق تركيا المتوسطية تعمل بشكل أفضل من المتوقع مع الكثير من الحجوزات من دولتي الكويت وقطر، بالرغم من أن الوصول إلى مستويات 2019 هذا العام كان يعد ضرباً من الخيال.