وزير الخارجية التركي: خطر المحاولة الانقلابية مازال قائماً

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن حكومة بلاده سيطرت على الوضع في البلاد على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة على يد منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، إلا أنه لا يمكن تأكيد زوال الخطر بشكل كامل لذلك فهي تواصل اتخاذ التدابير الأمنية وإجراء التحقيقات القانونية مع المشتبهين.

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في معرض ردّه على سؤال حول "القلق الأمريكي والأوروبي من إمكانية استغلال الحكومة التركية للمحاولة الانقلابية الفاشلة كذريعة للتخلص من بعض الشخصيات الهامة في البلاد".

وأوضح جاويش أوغلو أن الجهة التي تعرضت للمحاولة الانقلابية هي الحكومة التركية وليست الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "كنّا نحاول شرح خطورة المنظمة الإرهابية للجميع، ولكن بعضًا من نظرائي لم يفهم ذلك، والبعض الآخر تجاهله بالكامل".

وأضاف: "إن القضية تمسّ أمننا القومي، وأكّدت ذلك في مكالمتي الهاتفية مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، لأن الجميع شاهد بأمّ عينه كيف استهدفت عناصر منظمة فتح الله غولن الإرهابية المواطنين بالمروحيات والمقاتلات والمدافع بشكل عشوائي، وكيف قصفت مبنى البرلمان التركي أيضاً".

وفي ردّه على سؤال عما إذا كان جون كيري أكّد دعمه المطلق للحكومة التركية فيما يخص التدابير المُتخذة في البلاد على خلفية المحاولة الانقلابية، قال جاويش أوغلو: "كلا، لم أقل أنه أعطى الدعم الكامل، وشرحت له أسباب بعض التدابير فيما يتعلق بتوقيف أو إقالة العديد من القضاة والمدعين العامين، وأعتقد أن كيري فهم ذلك".

وأكّد جاويش أوغلو أن الحكومة التركية كانت على علم بعلاقة الموقوفين في السلك القضائي أو المجالات الأخرى، مع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية أو ارتباطهم بها، لذلك فهي مضطرة لاتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة بحق هؤلاء.

وفيما يتعلق بعدم وجود معلومات لدى الحكومة التركية حول خطة الانقلاب رغم قوة الهيكل الأمني وجهاز الاستخبارات لدى تركيا، أشار الوزير التركي إلى أن من بين المتورطين في المحاولة الانقلابية شخصيات قريبة من الحكومة، وليس من السهل التعرّف عليهم، مضيفًا: "هل تعلمون أن أحد الأشخاص العاملين مع رئيس أركان الجيش منذ ثمانية أعوام قد رفع المسدس في وجه الأخير الذي لم يكن على علم بصلة ذلك الشخص مع المنظمة الإرهابية لأن التعرف عليهم أمر في غاية الصعوبة".

وشدّد جاويش أوغلو على أن بلاده تنتظر من حلفائها موقفًا صادقًا يمكن الاعتماد عليه في هذه الأيام الصعبة، داعيًا الولايات المتحدة الأمريكية إلى تفهّم القلق التركي حيال إقامة زعيم المنظمة الإرهابية فتح الله غولن داخل أراضيها، مشيرًا إلى أن "واشنطن لا تحتاج إلى دليل في هذا الشأن، وتحدث عن ذلك مع كيري الذي أبلغني أن جهاز الاستخبارات الأمريكي سيبحث عن معلومات أكثر عن المنظمة".

كما أكد الوزير التركي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم جيدًا بتورّط فتح الله غولن بمحاولة الانقلاب الفاشلة، مبينًا أن موقف الشعب التركي تجاه الولايات المتحدة قد تأثر سلبا منذ حرب العراق، وأن الحكومة التركية بذلت ما بوسعها لتغيير هذا الامر نحو الأفضل، مشيرًا إلى ضرورة أن تراعي واشنطن مشاعر 80 مليون مواطن تركي لأن العلاقات ستتضرر حتمًا في حال لم تتخذ الاجراءات حول إعادة غولن لتركيا.

أما فيما يتعلق بمستقبل الوجود التركي في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في حال عدم استجابة واشنطن لمطالب أنقرة، أوضح جاويش أوغلو أن داعش عدو مشترك بالنسبة للجانبين، لأن تركيا هي الهدف الأول والأهم للتنظيم ويستهدفها بشكل دائم.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.