جاويش أوغلو: النمسا تمثل اليوم عاصمة العنصرية والتطرف حول العالم

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 06.08.2016 00:00
آخر تحديث في 06.08.2016 11:42
جاويش أوغلو: النمسا تمثل اليوم عاصمة العنصرية والتطرف حول العالم

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن نظيره الأمريكي، جون كيري، سيجري زيارة إلى تركيا، في 24 أغسطس/ آب الجاري، تستمر يومين، فيما اعتبر أن النمسا اليوم تمثل "عاصمة العنصرية والتطرف حول العالم".

جاء ذلك في مقابلة أجراها مع تلفزيون (TGRT) المحلي، وأضاف حول مطالبة تركيا الولايات المتحدة تسليم زعيم تنظيم الكيان الموازي، فتح الله غولن، أنه يمنح هذه القضية تركيزه واهتمامه، وقد أعلَم الولايات المتحدة بطلب بلاده وتوقعاتها في هذا الصدد.

وردًا على سؤال حول منع السلطات النمساوية في وقت سابق، مواطنين أتراك ونمساويين رفع أعلام تركية للتنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة، أوضح وزير الخارجية التركي أن الدولة التركية على إطلاع بأسماء السياسيين الأوروبيين الذي يدلون بتصريحات معينة تجاه تركيا، مقابل حصولهم على المال من قبل منظمة فتح الله غولن الإرهابية (الكيان الموازي)، واصفًا تصريحات المستشار النمساوي، كريستيان كيرن، الذي اتهم في وقت سابق الأتراك بأنهم "راديكاليون" بـ "القبيحة والكاذبة".

وأضاف: "نحن نعي غايته من هذه التصريحات، ونعرف مدى انزعاجه من خروج آلاف المواطنين الأتراك في النمسا، بمظاهرات لدعم تركيا ورئيسها رافعين الأعلام التركية. إن النمسا اليوم تمثل عاصمة العنصرية والتطرف حول العالم".

وأضاف جاويش أن الاتحاد الأوروبي فقد خلال العقد الأخير القدرة على القيام بسؤولياته تجاه الشعوب الأوروبية وشعوب الدول المحيطة به، حيث فشل في سياسات الدمج التي اتبعها، ولم يصل إلى أهدافه كاتحاد، ما أدى فيما بعد الى خروج المملكة المتحدة من منظومته.

وتابع: "تعرضت سياسات أوروبا تجاه الشرق والسياسة الخارجية وتوسعة الاتحاد خلال العقد المذكور لفشل كبير، لوجود رؤية منقوصة لدى الاتحاد حيال تلك الملفات، فضلًا عن تزايد العنصرية ووصولها إلى درجات خطيرة، سيما تلك التي تتسم بمعاداة الأجانب، والمهاجرين، والرهاب من الإسلام (الإسلاموفوبيا) وبالتالي معاداة الأتراك، ومعاداة السامية، في ظل صمت الجميع تجاه تلك الانزلاقات الخطيرة، وللأسف فإن هذه التيارات أدت إلى رجحان كفة الشعوبية في أوروبا، مقابل المنطق والحكمة، وكذلك الابتعاد عن الحقيقة".

وحول وسائل الإعلام الغربية قال وزير الخارجية التركي: "في ظل الظروف الطبيعية، تتوخى وسائل الإعلام عادة أن تكون أكثر حساسية تجاه حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وحرية الاعتقاد والفكر، أما اليوم فنجد وسائل الإعلام في أوروبا قد فقدت للأسف الحيادية والموضوعية، وباتت منحازة تمامًا لمن يملك القوة المادية أو المعنوية، وتدعم تلك التيارات المتطرفة، وتحفزها أيضًا، لذا نستطيع القول إن وسائل الإعلام في الكثير من معظم البلدان الأوروبية ليست حرة، لا سيما في ألمانيا، فكثير من الصحف التي تحمل رؤى ووجهات نظر مختلفة، اتحدت تحت عناوين متطابقة، تجاه تركيا ورئيسها، وهذا لم يأت بمحض الصدفة".

وحول العلاقات الثنائية مع روسيا، أوضح جاويش أوغلو أن تطبيع العلاقات مع روسيا، ليس مهمًا على صعيد العلاقات الثنائية فحسب، بل هو مهم بالنسبة للمنطقة أيضًا، وأن أبواب الحوار مفتوحة من الجانب الروسي رغم الاختلاف بالرأي، وقال: "لقد بدأنا فعليًا باتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات".

وأضاف جاويش أوغلو أن الجانبان التركي والروسي بدأوا بتفعيل الآليات المشتركة بينهما، وأن ذلك التقارب سيكون مفيدًا في كثير من الجوانب، سيما في ظل محاصرة النظام السوري مدينة حلب، واستمرار وجود احتمال نشوء موجة هجرة جديدة نحو تركيا، من داخل الأراضي السورية، مشيرًا أن موضوع اللجوء ليس مشكلة تواجه تركيا وحدها وعلى جميع الدول التعامل مع الموضوع بـ "مزيد من الحساسية".

وشدد وزير الخارجية التركي على ضرورة الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، وبدء الجولة الرابعة من محادثات جنيف، مؤكّدًا أن تركيا لا تتشاطر مع روسيا وإيران رؤيتيهما حيال الحكومة الانتقالية في سوريا، إلا أنها تتبادل الأفكار معهما في الوقت نفسه.