بايدن يغادر أنقرة عقب تأكيده دعم واشنطن واعتذاره عن تأخره في زيارة تركيا

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 25.08.2016 00:00
آخر تحديث في 25.08.2016 10:28
بايدن يغادر أنقرة عقب تأكيده دعم واشنطن واعتذاره عن تأخره في زيارة تركيا

أعتذر نائب رئيس الأمريكي، جو بايدن، عن عدم مجيئه إلى تركيا فور فشل المحاولة الانقلابية، لافتاً إلى أن الرئيس باراك أوباما كان من أول المسؤولين الدوليين الذين أجروا اتصالاً مع الجانب التركي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استقبله في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، وقبيل مغادرته تركيا عقب زيارة استمرت ليوم واحد وشملت لقاء أردوغان ويلدريم ورئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان.

وقال بايدن: "الولايات المتحدة تدعم حليفتها تركيا، ودعمنا مطلق، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال زعزعته"، مضيفاً: "المحاولة الانقلابية لم تكن موجهة ضد الحكومة التركية فقط بل كانت هجمة ضد الشعب التركي وأهم القيم في هذا البلد، وهي خيانة تحوي الكثير من العنف".

ورداً على سؤال من أحد الصحفيين بشأن عدم مجيئه إلى تركيا فوراً عقب المحاولة الانقلابية، قال بايدن إن "الشعب الأمريكي يقف إلى جانبكم، وباراك أوباما كان أول المتصلين. أعتذر، ليتني تمكنت من المجيء إلى هنا من قبل".

وبخصوص عملية درع الفرات التي بدأتها تركيا اليوم مع الجيش السوري الحر لتحرير مدينة جرابلس السورية، القريبة من الحدود التركية، قال بايدن: "نحن نؤمن بقوة أن الحدود التركية (مع سوريا) ينبغي أن تكون تحت سيطرة تركيا".

واستذكر بايدن أن الانقلابيين جاؤوا بمروحية لاقتحام الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان ليلة المحاولة الانقلابية؛ حيث نجا الرئيس بعد مغادرته الفندق مع أسرته قبل 15 دقيقة من وصول الانقلابيين.

ومتخيلاً ما كان يمكن أن يحدث في بلاده حال تعرضت لواقعة مشابهة، قال بايدن: "أحاول أن أفكر لو قامت مروحية عسكرية أمريكية بالتوجه إلى مكان قضاء الرئيس وعائلته عطلتهم، ما الذي كان سيحدث؟"، مشيراً إلى أنه وجد فرصة خلال مجيئه إلى المجمع الرئاسي لرؤية آثار قصف الانقلابيين لمحيط المجمع.

وأضاف: "قد يكون الكثير من الأشخاص في بلدكم يعتقدون أن العالم تأخر في التضامن مع بلادكم خلال مواجهته الأزمات؛ ولذلك فأنا شخصياً أردت المجيء إلى هنا، والسيد باراك أوباما أيضاً طلب مني ذلك، وأريد أن أعبر لكم ولجميع المواطنين في بلدكم، كم نحن حزينون".

وقال بايدن تعليقاً على عملية "درع الفرات" العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شمال سوريا: "ندعم ما قام به الجيش التركي من عمليات لغاية الآن، ونقدّر ذلك".

وأضاف: "قد يصعب على الشعب التركي إدراك أن الرئيس أوباما لا يملك الصلاحيات لإرسال أي شخص إلى دولة أخرى" في إشارة إلى مطالبة تركيا بتسليم فتح الله غولن زعيم الكيان الموازي منفذ المحاولة الانقلابية الفاشلة، مؤكداً أن المسؤولين الأمريكان "ليسوا فوق الدستور، وأن المحاكم هي التي تستطيع ذلك" (البت في مسألة تسليمه).

ولفت بايدن إلى أنه يتعين على الشعب التركي أن يُدرك أنه ليست هناك سبب يستدعي الولايات المتحدة لحماية شخص ارتكب خطأ أو حماية "فتح الله غولن".

وأكد بايدن أن الجانب الأمريكي مصمم على إدراج كل الأدلة مهما كانت صغيرة التي تقدمها تركيا أو التي ستتوصل إليها الولايات المتحدة، فيما يتعلق بإدانة "فتح الله غولن" بالتورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي ذاته: "السيد بايدن من خلال زيارته هذه وجد الفرصة لرؤية مدى الأبعاد الخطيرة للمحاولة الانقلابية عبر تجوله شخصياً في مبنى البرلمان التركي، وسأقدم له بعض الوثائق ومعلومات بحوزتنا، وأنا سعيد لوقوفه مباشرة على مشاعر الشعب التركي بحق منظمة فتح غولن الإرهابية التي تسببت بالمحاولة الانقلابية".

وأضاف: "خلال لقائنا مع بايدن أطلعناه على مكافحتنا لهذه المنظمة الإرهابية الدموية (منظمة فتح الله غولن) التي لم تتورع عن مهاجمة شعبها والتدابير المتخذة بحقها، وأن الأولوية الكبرى لنا هي تسليم زعيم المحاولة الانقلابية ومنظمة فتح الله غولن الإرهابية إلى بلادنا في أسرع وقت".

وفيما يتعلق بعملية درع الفرات، أكد أردوغان سيطرة الجيش السوري الحر على مدينة جرابلس، وانسحاب عناصر تنظيم داعش منها في إطار العملية التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع التحالف الدولي.

وجدد الرئيس التركي التأكيد على عدم اختلاف المنظمات الإرهابية بجميع مسمياتها سواء كانت "داعش" أو "بي كا كا" أو "ب ي د" أو "ي ب ك" أو "الشباب" أو "النصرة"، مشدداً أن "الإرهابي يبقى إرهابيًا".

كما شدد على أن حكومته لا يمكن أن تسمح لأحد بأن يهدد أمن تركيا القومي.