رحلة البحث عن الحقيقة تنتهي بإسلام زوجين من الهنود الحمر بإسطنبول

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 20.03.2017 00:00
آخر تحديث في 20.03.2017 19:44
رحلة البحث عن الحقيقة تنتهي بإسلام زوجين من الهنود الحمر بإسطنبول

عقب قراءة القرآن الكريم بحثاً عن إجابات لأسئلة ترددت في ذهنيهما، أشهر زوجان من قبيلة "المابوتشي"، من الهنود الحمر القاطنين في الأرجنتين، إسلامهما، بعد اختيارهما سابقا الديانة المسيحية.

وفي مقابلة مع الأناضول شرح "رهوة جالكوين" (38 عاماً)، وزوجته "صوفيا غونزاليس" (33 عاماً)، اللذين يقضيان عطلتهما في تركيا، سبب اعتناقهما الدين الإسلامي.

ولفت الزوج إلى أن قبيلة "المابوتشي" تتألف من قرابة 450 فرداً حول العالم، معظمهم من أتباع الديانة "الشامانية"، التي يعتنقها الكثير من الهنود الحمر.

وقد اعتنق الزوج في البداية الديانة المسيحية، عقب قراءة الإنجيل الذي حصلا عليه بواسطة مبشرين. إلا أنهما أسلما نتيجة عدم توصلهما إلى إجابات حول بعض الأسئلة في الإنجيل، والعثور عليها في القرآن الكريم، بحسب قولهما.

وأوضح الأكاديمي "رهوة جالكوين" أنه وزوجته تعرفا على الدين الإسلامي، الذي يستند إلى مبدأ المعاملة بالمثل، في 2011؛ مشيراً إلى أن اعتقاده السابق (الشامانية) هو اعتقاد مجتمعه والمكان الذي عاش فيه.

وأكد أن دين الإسلام ليس غريباً عليهم، ولفت أن وجود خصائص مماثلة فاضلة بين اعتقادهم السابق والدين الإسلامي كان "له الدور الفاعل في اختيارهم الإسلام".

وبخصوص ابنتهما البالغة من العمر 7 سنوات، قال الأب جالكوين: "سأسهر على تربيتها كفتاة مسلمة، لأن الدين الإسلامي يمنحها حق الاختيار، كما أن درب الإسلام هو طريق الحرية".

ولفت إلى الحروب التي يخوضها مجتمعه منذ عدة قرون، قائلا: "أنتمي إلى مجتمع يناضل من أجل الحصول على قيم المساواة واستعادة حقوقه وأراضيه، والحفاظ على قيمه الاجتماعية القريبة من الدين الإسلامي إلى حد كبير. أعتقد أن كل الثقافات القديمة هي جزء من الإسلام الذي يعد كبيراً لدرجة أنه يتسع لكل هذه القيم".

وأكد أن البحث عن الحقيقة هو أهم سبب دفعه للتعرف على الإسلام ثم اعتناقه، مضيفا: "ربما الشيء الأكثر أهمية الذي رسخه الإسلام دون الاعتقادات الأخرى هو الأخوة والصداقة والوحدة".

وشدد على أنه سيشرح الدين الإسلامي في كل مكان يقصده، مؤكدا أن زيارتهم لتركيا أكسبتهم راحة نفسية. وأضاف: "أعتقد أنه يمكننا أن نتعلم هنا كل شيء عن دين الإسلام بشكل جيد، ونشرح الثقافة الإسلامية لشعبنا".

أما الزوجة غونزاليس، فلفتت إلى حاجة ابنتها إلى طريق صحيح تسلكه، قائلة: "ابنتي بحاجة إلى طريق لمعرفة ربها وأحاديث رسولها. لذا أعلمها كل يوم بما عليها القيام به في أوقات الصلاة".

وتطرقت إلى الملابس المحتشمة في الإسلام، مضيفة: "في البداية هناك من سألني عن سبب ملابسي، فشرحت لهم تلك الأسباب، وبعد ذلك أبدوا احترامهم".

وأعربت عن رغبتها في الإقامة ببلد مسلم برفقة زوجها، قائلة: "أفكر في العيش في دولة إسلامية، لأننا نحب الكثير من الأشياء في تلك البلدان".

وبخصوص زيارتهما لمدينة إسطنبول لفترة قصيرة اختتم الزوج حديثهما قائلين: "إسطنبول مدينة ساحرة، وهي مركز العالم، وتستضيف ثقافات وقيم مختلفة. عقدنا قران زواجنا فيها ونأمل أن نعيد زيارتنا إليها مرة أخرى".

يشار أن "المابوتشي"، قبيلة تضم مجموعة من الشعوب الأصلية الأمريكية وتتمركز في وسط وجنوب تشيلي وجنوب الأرجنتين، ويعتمد اقتصادهم على الزراعة.