تواصل سلسلة مدارس "نون" التركية البارزة، مشروعها الاجتماعي الذي أطلقته عام 2015، حيث ينظم طلابها حملة لمساعدة أقرانهم المحتاجين تحت شعار "لنحافظ على دفء الأطفال في الشتاء". ولا تزال الحملة تنمو وتزدهر عاماً بعد عام منذ إطلاقها قبل 6 سنوات لتستمر برسم الابتسامة على وجوه العديد من الأطفال المحتاجين.
وفي سياق المشروع، قام طلاب "نون" من المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية، بتصميم المنتجات التي تحمل شعار "متعة الطبيعة في نون" وبيعها وتوفير المال اللازم لشراء المعاطف والملابس الشتوية لحوالي 628 طفلاً محتاجاً من 23 حياً من أحياء منطقة "بيكوز" بإسطنبول، إضافةً لـ 5 مدارس في ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا.
ولتسهيل إيصال الملابس للأطفال المحتاجين، نظم معلمو مدارس "نون" زيارات ميدانية للطلاب في مدارس منطقة "بيكوز"، كما قاموا بزيارة بعض الأسر في منازلهم في المنطقة.
واستناداً إلى عبارة الشاعر الشهير يونس إمرة "ما تمتلكه حقاً هو ما تشاركه مع الآخرين وليس ما تدخره"، أثر طلاب مدارس "نون" في حياة مئات الأطفال في بيكوز وأوسكودار وشانلي أورفا في إسطنبول العام الماضي.
وفي حديثه مع صحيفة ديلي صباح، قال "فاتح نيدا" الممثل المؤسس لمدارس "نون": "لا تزال مهمتنا الأكثر أهمية منذ اليوم الأول لتأسيسنا هذه المدارس، هي تربية طلابنا كأشخاص حساسين يحملون النوايا الطيبة جنباً إلى جنب مع نجاحهم الأكاديمي. نحن ندعم في نفوسهم حب البناء والمبادرة وعدم إغفال جلب النفع والفائدة للناس والطبيعة، لأننا نعتبر غرس هذه المفاهيم واجب وطني علينا جميعاً لا يقل عن دعم أطفالنا المحرومين، ونحن مستمرون برفع قيم طلابنا ليبلغوا هذا الوعي". مؤكداً أن مشروع "لنحافظ على دفء الأطفال في الشتاء" أصبح مشروعاً تقليدياً منذ بدأ الطلاب بتنفيذه قبل 6 سنوات.
وأضاف "نيدا" أن طلاب "نون" يسعون في كل عام للوصول إلى المزيد من الأطفال المحتاجين والعمل بحماس من أجل إنجاح هذه المسؤولية الاجتماعية الحساسة، خصوصاً في منطقة "بيكوز" حيث تقع أبنية المدارس. مشيراً إلى أن المؤسسة التعليمية الناجحة يجب أن تؤثر في طلابها إلى الحد الذي يجعلها تتكامل مع بيئتها. وقال "لهذا بدأنا العمل من منطقتنا".
وحول مشاريع مدارس "نون" التي تهدف إلى إحداث فرق في المجتمع والتي يتم تنفيذها بتعاون الطلاب والمعلمين المتطوعين، قال "نيدا" أن هذا النوع من المشاريع الاجتماعية آخذ بالازدياد والتنوع عاماً بعد عام، وأنهم سعداء جداً لرؤية عدد الطلاب المشاركين بنشاط في هذه المشاريع يتنامى بسرعة وحماس. وبذلك يتحقق الهدف من تربية الطلاب بحسٍ عالٍ من المسؤولية الاجتماعية وجعلهم قادرين على إنجاز النجاح والتقدم في العديد من المجالات.
