هجمات إلكترونية تضرب عدة دول وفوضى في نظام المشافي في بريطانيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 13.05.2017 00:00
آخر تحديث في 13.05.2017 22:01
الفرنسية (الفرنسية)

شهد العديد من الدول بشكل متزامن أمس الجمعة موجة هجمات إلكترونية. وقد حدثت الهجمات بواسطة برنامج خبيث لابتزاز الأموال. وقد حذرت السلطات الأمريكية والبريطانية من البرنامج مؤكدة وجوب عدم الدفع للقراصنة.

ويبدو أن القراصنة استغلوا ثغرة في أنظمة التشغيل "ويندوز" كشفت في وثائق سرية لوكالة الأمن القومي الأمريكية "أن أس إيه" تمت قرصنتها.

وقالت الوكالة البريطانية للأمن المعلوماتي في بيان "شهدنا اليوم سلسلة هجمات إلكترونية استهدفت آلاف المؤسسات والأفراد في عشرات الدول". وأوصت الوكالة بتحديث برامج أمن المعلومات وبرامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية.

من جهتها قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكي: "لقد وردتنا تقارير عدة عن برنامج معلوماتي يطالب الضحايا بدفع فديات (...). ونحن نحض الأفراد والمنظمات على عدم الدفع لأن ذلك لا يضمن استعادة البيانات مجددا".

وتثير هذه الموجة من الهجمات الإلكترونية "على مستوى عالمي" قلق خبراء أمن المعلوماتية الذين لفتوا إلى أن البرنامج الخبيث يقفل ملفات المستخدمين المستهدفين ويرغمهم على دفع مبلغ من المال على هيئة بيتكوينز مقابل إعادة فتحها.

ومساء الجمعة كتب جاكوب كروستيك المسؤول في شركة أفاست لأمن المعلوماتية المشهورة على مدونة: "لقد رصدنا أكثر من 75 ألف هجوم في 99 بلدا".

من جهتها قالت شركة فورسبوينت سيكيوريتي لابس، المتخصصة أيضا في أمن المعلوماتية إنها رصدت "حملة كبيرة من الرسائل الإلكترونية المصابة" بالفيروس المعلوماتي الخبيث، مؤكدة أن وتيرة الهجوم بهذه الرسائل المصابة بالفيروس ناهزت خمسة ملايين رسالة في الساعة.

إلا أن باحثا في شركة لأمن المعلوماتية قال إنه بالإمكان وقف انتشار برنامج "واناكراي" للفدية مؤقتا من خلال تسجيل اسم مجال يستخدمه البرنامج. وقال الباحث الذي يستخدم اسم "@مالوير_تيك_بلوغ" في رسالة خاصة على تويتر لوكالة فرانس برس إن القراصنة "كانوا يعتمدون بشكل خاص على اسم مجال لم يتم تسجيله وعندما قمنا بذلك أوقفنا انتشار البرنامج الخبيث".

لكن هذا الحل الذي توصل إليه الباحث مصادفة لا يفيد الأجهزة التي أصيبت. وشدد الباحث على ضرورة أن يقوم المستخدمون "بتحديث أنظمتهم بأسرع ما يمكن" لتفادي تعرضها لهجمات.

* بلبلة في مستشفيات بريطانية:

وفي حين استهدفت الهجمات منظمات في إسبانيا وأستراليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمكسيك. أقرت في الولايات المتحدة شركة "فيديكس" للبريد السريع بتعرضها لهجوم كذلك.

وفي موسكو، أعلنت وزارة الداخلية الروسية مساء الجمعة أن أجهزة الكومبيوتر التابعة لها تعرضت لـ"هجوم فيروسي" لكن دون أن توضح ما إذا كان الأمر يتعلق بالهجوم نفسه.

أما في بريطانيا، فقد استهدفت الهجمات الإلكترونية كذلك خدمة الصحة العامة "أن إتش إس" مما تسبب بشلل في عمل أجهزة الكمبيوتر في العديد من مستشفيات البلاد. وحاولت إدارة "أن إتش إس" طمأنة السكان بالقول "في هذه المرحلة ليس لدينا عناصر توحي بأنه تم الوصول إلى بيانات المرضى".

إلا أن الهجمات أحدثت بلبلة في عشرات المستشفيات التي اضطرت إلى إلغاء إجراءات طبية وإرسال سيارات إسعاف إلى مستشفيات أخرى.

واعلن المركز الوطني للأمن الإلكتروني البريطاني: "نحن مدركون أن هذه الهجمات على خدمات الطوارئ لها تأثير كبير على المرضى وأسرهم ونقوم بكل الجهود من أجل إعادة العمل في هذه الأجهزة الحيوية".

وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورا لشاشات كمبيوتر تابعة لخدمة الصحة العامة عليها مطالب بدفع 300 دولار فدية على هيئة بيتكوينز مع عبارة "لقد تم تشفير ملفاتكم".

ويطالب القراصنة بدفع الفدية في غضون ثلاثة أيام والا فإن المبلغ سيزداد إلى الضعف أما اذا لم يتم الدفع بعد سبعة أيام فسيتم محو الملفات.

* لا ينتقل عبر البريد الإلكتروني:

من جانبها، نشرت "مايكروسوفت" تصحيحا أمنيا قبل بضعة أشهر لسد هذه الثغرة لكن العديد من الأجهزة لم يتم تحديثها.

وتقول شركة "كاسبيرسكي" للأمن المعلوماتي إن البرنامج الخبيث نشرته مجموعة "شادو بروكز" للقراصنة في نيسان/أبريل الماضي وتقول إنها اكتشفت هذه الثغرة من وثائق مقرصنة من وكالة "أن إس إيه".

وأوضح لانس كوتريل المدير العلمي لمجموعة "إنتريبيد" الأمريكية التكنولوجية "خلافا للفيروسات العادية، هذا الفيروس ينتقل من كمبيوتر إلى آخر عبر الخوادم المحلية وليس العناوين الإلكترونية"، مضيفا "هذا البرنامج يمكن أن ينتقل دون أن يقوم أحد بفتح رسالة إلكترونية أو النقر على رابط ما".

وتابع كوتريل: "هذه البرامج مؤذية بشكل خاص عندما تصيب مؤسسات كالمستشفيات إذ تعرض حياة المرضى للخطر".