جائحة كورونا تغير نمط حياة الشباب من الاستهلاك الفوري إلى التخزين

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 08.05.2020 12:33
آخر تحديث في 09.05.2020 05:04
جائحة كورونا تغير نمط حياة الشباب من الاستهلاك الفوري إلى التخزين

تواصل جائحة كوفيد-19 تغيير عادات الشراء لدى المستهلكين في جميع أنحاء العالم. فالجميع بات ينفق أقل، وصار الناس يتسوقون أغراضهم دفعة واحدة في كل مرة يزورون فيها مراكز التسوق أو المحال التجارية. كما ظهرت عادات استهلاكية جديدة ومفاجئة نتيجة للوضع الجديد حيث بدأ أفراد جيل الشباب، بالتخلي عن "ثقافة الاستهلاك الفوري" والتحول نحو "سلوك التخزين" مقلدين بذلك نهج الآباء والأجداد، لأول مرة في التاريخ.

وتتوقع شركة الجيل الجديد للأبحاث وتقنيات البيع بالتجزئة "REM People" أن يغير الوباء بعض سلوكيات الشراء القديمة بشكل دائم. ويقول "بولنت بيكر"، الرئيس التنفيذي للشركة، إن عصراً جديداً قد بزغ في عالم التسوق الاستهلاكي، وسط القيود والإجراءات المتخذة عالمياً لمكافحة المرض.

وبالفعل تشير الأرقام إلى أن عادات التسوق في العالم وفي تركيا آخذة بالتغير بشكل ملحوظ، وأن جيل الشباب أو "جيل Z " وهم الذين ولدوا بين عامي 1997 و 2012، هو من يقود التغيير بعد أن كان يتبع نهجاً مختلفاً تماماً في الاستهلاك والتسوق مقارنة بالأجيال السابقة. وبسبب ظروف الإغلاق وحظر التجول وخطورة مغادرة المنزل، بدأ الشباب في إظهار ميل للتخزين وترشيد الاستهلاك بعد أن اعتاد شراء ما يحتاج إليه آنياً واستهلاكه دفعة واحدة، كما أصبح الشباب أكثر إقبالاً على التسوق عبر الانترنت بدلاً من التسوق التقليدي.

كذلك فإن انتشار الوباء بشكل عالمي دفع الناس عموماً لتغيير الأنماط التقليدية في التسوق، حيث صار الجميع يتسوق بكميات أكبر من المعهود دفعة واحدة بهدف تقليل مرات الخروج من المنزل، وتقليص عدد زيارات الأسواق ومحال البيع. وبسبب الخوف من الفيروس لجأ الناس إلى التسوق عبر الإنترنت والتسليم المنزلي بدون تلامس. وبدلاً من البحث عن السعر الأنسب للمواد الضرورية ومقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة، يذهب الناس الآن إلى متجر واحد فقط أو يستخدمون العديد من قنوات التسوق عبر الإنترنت لإكمال مشترياتهم.

حتى إن الوباء أجبر بعض المستهلكين الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً، على التسوق عبر الإنترنت كخيار وحيد لا يملكون سواه. وبعد خوض أول مغامرة تسوق افتراضية، يمكن لهذه الفئة العمرية تغيير عاداتها في التسوق بشكل دائم حتى بعد انقضاء الأزمة. ويعتمد هذا بالطبع، على طبيعة وجودة المنتجات التي حصلوا عليها نتيجة تجربتهم تلك.