دراسة: تغير المناخ يؤثر على 85% من سكان العالم

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 13.10.2021 13:05
الدخان المتصاعد من الحرائق التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية هذا الصيف الفرنسية الدخان المتصاعد من الحرائق التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية هذا الصيف (الفرنسية)

أظهر تحليل علمي لعشرات الآلاف من الدراسات التي أجريت على مدار التاريخ، أن تغير المناخ يؤثر بالفعل على 85% من سكان العالم فيما باتت درجات الحرارة ترتفع وتنخفض في جميع أنحاء العالم.

وقام فريق من الباحثين بدراسة مجموعة كبيرة من الأبحاث المنشورة بين عامي 1951 و 2018 ووجدوا حوالي 100.000 ورقة بحثية قد تكون موثقة لأدلة على تأثيرات تغير المناخ على أنظمة الأرض.

وقال مؤلف الدراسة "ماكس كالاهان" في مقابلة له مع وكالة أنباء فرانس برس: "لدينا أدلة دامغة على أن تغير المناخ يؤثر على جميع القارات وجميع الأنظمة". مضيفاً أن هناك "كمية هائلة من الأدلة" التي تظهر الطرق التي نشعر بها بهذه الآثار.

وقام الباحثون باستخدام جهاز كمبيوتر خاص لتحديد الدراسات ذات الصلة بالمناخ، وإنشاء قائمة من الأوراق حول موضوعات متنوعة من هجرة الفراشات المتعطلة إلى الوفيات البشرية المرتبطة بالحرارة إلى تغيرات الغطاء الحراجي.

وكانت النتائج تظهر بشكل نادر ومحدود ارتباطاً مباشراً بالاحترار العالمي، ما دفع "كالاهان" وفرق من معهد أبحاث "مركاتور" لتحليلات المناخ في برلين، للقيام بالمهمة بأنفسهم.

فقاموا بتقسيم الكرة الأرضية إلى شبكة ورسم خرائط حيث تتوافق تأثيرات المناخ الموثقة، مع الاتجاهات المدفوعة بالمناخ في درجات الحرارة وهطول الأمطار.

ودرسوا عدة أمور بالنسبة لكل خلية شبكية على حدة وتساءلوا:"هل تزداد سخونة أم برودة أم رطوبة أم جفاف تلك الخلية خارج حدود التباين الطبيعي؟".

ووجدوا أن 80% من الكرة الأرضية أو ما يمثل موطن 85% من سكان العالم، تتأثر بالتغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار بسبب الاحتباس الحراري.

وقال "كالاهان" أن الأبحاث قد وثقت بشكل غير متناسب تأثيرات المناخ في الدول الغنية، مع عدد أقل من الدراسات في المناطق المعرضة بشدة. فعلى سبيل المثال، قد يكون من الممكن ربط الاتجاهات في درجات الحرارة وهطول الأمطار في أفريقيا بتغير المناخ.

وأوضح:"لكن لن يكون لدينا الكثير من الدراسات التي توثق تأثيرات هذه الاتجاهات، واصفاً إياها بأنها نقطة عمياء في معرفتنا بتأثيرات المناخ".

وفي العقود الأخيرة نمت البحوث المتعلقة بالمناخ بشكل كبير، وقال "كالاهان" بين عامي 1951 و1990 "لدينا حوالي 1500 دراسة في المجموع، بينما في السنوات الخمس أو نحو ذلك منذ تقرير التقييم الأخير للأمم المتحدة لدينا ما بين 75.000 و 85.000 دراسة وهي زيادة هائلة".

وأضاف أن الحجم الهائل للأبحاث جعل من المستحيل تحديد كل الدراسات التي تربط بشكل موثوق، الآثار المرصودة بتغير المناخ من صنع الإنسان.

وقال: "في تقرير الأمم المتحدة الأول لتقييم المناخ، كان من الممكن لفريق من المؤلفين قراءة كل علوم المناخ" و"الآن أنت بحاجة إلى ملايين المؤلفين".

وأكد "كالاهان" على أن تقنية التحليل الآلي تقدم الآن صورة عالمية يمكن أن تساعد الخبراء الذين يحاولون تجميع أعداد هائلة من الدراسات، بالرغم من أنه "لا يمكن أبداً أن يحل التحليل الآلي محل التحليل البشري".