مسؤول في الحشد الشعبي: قد نضطر إلى دخول سوريا بعد تحرير الموصل

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 29.10.2016 00:00
آخر تحديث في 29.10.2016 20:53
من الأرشيف من الأرشيف

رجح فالح الفياض مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" (ذات المكون الشيعي)، دخول قوات بلاده الأراضي السورية بعد تحرير مدينة الموصل، عازياً السبب في ذلك إلى "ملاحقة عناصر داعش" الإرهابي، وتلك هي المرة الأولى التي يكشف فيها العراق عن توجه مثل هذا.

جاء ذلك في كلمة للفياض خلال مشاركته في ندوة بعنوان "تحديات الأمن الوطني بعد تحرير الموصل"، عقدها معهد العلمين للدراسات العليا (تابع لوزارة التعليم والبحث العلمي)، اليوم السبت، في محافظة النجف وسط العراق.

وقال الفياض في كلمته إن "قوات الأمن العراقية تقوم الآن بتحرير القرى المحيطة بمدينة الموصل، وهي تحرز تقدماً ملحوظاً في العمليات، ونحن على مقربة كيلومترات قليلة عن مركز المدينة".؛ وأضاف: "العراق يشترك مع سوريا بحدود ومناطق واسعة".

وتابع: "الساحة السورية متداخلة مع الساحة العراقية، وقد نضطر إلى الدخول إلى مناطق سورية لردع تنظيم داعش الإرهابي، بعد تحرير الموصل".

وللعراق وسوريا، ترابط جغرافي وتداخل اجتماعي، ومصالح مشتركة. كما أن بين العوائل السورية والعراقية تداخلا في منطقة الجزيرة، بين نهري دجلة والفرات، حيث تنتشر قبائل شمّر التي يتوزع أبناؤها بين محافظتي الحسكة ونينوى، في كلا البلدين. وينطبق الأمر ذاته على منطقة وادي الفرات، حيث دير الزور في سوريا والأنبار في العراق.

وتشكل الأنبار أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة (ثلث مساحة العراق البالغة 438.3 ألف كيلومتر مربع)، فيما تُعد دير الزور مركز الصناعة النفطية السورية، وهي ثاني أكبر محافظات سوريا مساحة، بعد حمص.

ويعتبر معبر القائم/ البوكمال المنفذ الأهم على مستوى الحركة البشرية بين العراق وسوريا. في حين يُعد منفذ الوليد الممر الرئيسي لحركة السلع والبضائع بين البلدين. ويقع بالقرب من مثلث الحدود العراقية الأردنية السورية، ويعتبر الأقرب إلى دمشق، بيد أنه ذو طبيعة صحراوية في الغالب.

وحول مشاركة إرهابيي "بي كا كا"، في عملية تحرير الموصل، أكد مستشار الأمن الوطني العراقي أن "هذه المنظمة لم تشترك في معارك تحرير الموصل، ولن يُسمح لها بذلك".

وعن دور إيران في العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الموصل، ذكر الفياض أنها "تساعد العراق في حربه ضد الإرهاب، لكن داعش لا يهزم إلا في العراق".

وتشكل إيران فاعلاً رئيسيًّا على الساحة العراقية، على مختلف الصعدة، كونه بوابة مهمة للدخول إلى المنطقة العربية، ومن خلاله يتحقق التواصل الملائم لطهران مع حلفائها في باقي دول المنطقة.

وقد أُتيحت الفرصة الأولى لإيران لمد نفوذها في العراق بعد الاحتلال الأمريكي في مرحلة ما بعد 9 نيسان/ إبريل 2003. وجاءت الفرصة الثانية في ظل الأزمة الأمنية التي يشهدها العراق منذ مطلع عام 2014، وتفجرت في 10 يونيو/ حزيران من العام ذاته، بعد استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي على عدد من المحافظات العراقية.

ومرّ الدور الإيراني بمرحلة جديدة حينما أخذ شكلاً أمنياً حاسماً في الحرب ضد "داعش"، من خلال وجود ضباط وخبراء وقوات إيرانية بشكل مباشر على الساحة العراقية، وكذلك عن طريق بيع الأسلحة والمعدات العسكرية وتقديم المعلومات الاستخبارية لقوات الأمن، حسب مراقبين.

هذا عدا عن تدخل إيران العسكري في سوريا وما له من تداعيات على النسيج الاجتماعي السوري.