المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام الصراع في سوريا

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 21.09.2016 00:00
آخر تحديث في 21.09.2016 10:22
المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام الصراع في سوريا

عادت رحى الحرب تدور في سوريا الثلاثاء غداة إعلان النظام الحاكم انتهاء هدنة صمدت أسبوعاً بينما المجتمع الدولي الملتئم في الأمم المتحدة في نيويورك يقف متفرجاً ومتحسراً وعاجزاً عن إنهاء نزاع مستعر منذ خمسة أعوام ونصف العام.

وحاولت واشنطن إقناع نفسها أنها لا تزال قادرة على إنقاذ الهدنة التي سرت لأسبوع بموجب اتفاق أميركي-روسي.

فأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المساعي الاميركية-الروسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار "لم تنته"، ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الأسبوع.

وأيد الرئيس الأميركي وزيره ومعتبراً أن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب وأنه "لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين".

من ناحيته حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة النظام السوري "مسؤولية فشل" وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً "أن التاريخ سيعتبر المأساة السورية عاراً على المجتمع الدولي ما لم نعمل سريعاً على وضع حد لها" واصفاً مدينة حلب "اليوم بالمدينة الشهيدة".

* جو كئيب

وعلى الرغم من التفاؤل الذي أبداه وزير الخارجية الأميركي بعد اجتماع مقتضب في نيويورك للمجموعة الدولية لدعم سوريا، إلا أن عدداً من نظرائه لم يخفوا جو التشاؤم الذي ساد الاجتماع.

وقال وزير خارجية فرنسا جان-مارك ايرلوت أن الاجتماع "كان دراماتيكياً والجو العام كئيب. هل يوجد أمل؟ لا أستطيع الإجابة عن ذلك بعد، لكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا".

ورغم أن جو المحادثات كان قاتماً ولم تثمر عن نتائج، إلا أنها شكلت فرصة لكيري ومبعوث السلام الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا للتأكيد على أن العملية لم تنهار. ولم تستمر المحادثات أكثر من ساعة، وقال المشاركون فيها أن الجو كان متوتراً.

وصرح جون كيربي المتحدث باسم كيري أن الوزراء "اتفقوا على أنه رغم استمرار العنف إلا أنه لا يزال من الضروري السعي للتوصل إلى وقف للأعمال العدائية في سوريا يستند إلى الترتيب الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في جنيف بين الأمم المتحدة وروسيا".

وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أن "ما حدث أن أحداً لا يريد التخلي عن وقف إطلاق النار"، وأضاف: "بصراحة، عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الآن وعلينا أن نعيدها إلى مسارها".

وأكد وزير خارجية ألمانيا ان الهجوم على القافلة الإنسانية قد سمَّم أجواء الاجتماع إذ كان المشاركون يشعرون "بالاستياء الشديد".

* القاتل الأكبر

بان كي مون قال في خطابه إن النزاع في سوريا هو النزاع مسؤولية النظام السوري بشكل أساسي.

وأضاف أن: "الكثير من المجموعات المسلحة قتلت مدنيين أبرياء، لكن أياً منها لم يقتل بقدر ما فهلت حكومة النظام التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج".

ووصف بان كي مون الهجوم على قافلة المساعدات المشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي بـ"المقزز والوحشي والمتعمد على الأرجح".

وعلقت الأمم المتحدة الثلاثاء قوافلها الإنسانية في سوريا غداة استهداف شاحنات محملة بالمساعدات في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي.

بالمقابل ندد منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب بـ"الضعف التام" للمجتمع الدولي و"انعدام المصداقية" في الجهود الدبلوماسية لإعادة الهدنة في سوريا، متهماً دمشق وموسكو بالمسؤولية عن قصف قافلة المساعدات الإنسانية