هل هناك أي شخص لا يزال على غير خلاف مع ترامب؟

إسطنبول
نشر في 16.08.2017 00:00
آخر تحديث في 17.08.2017 00:00

منذ اليوم الأول لترامب في البيت الأبيض، لم يترك أي بلد تقريبا من حلفاء الولايات المتحدة دون أن يتعارض مع إدارته

بعد أقل من عام على انتخابه، اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عكس العديد من وعوده الانتخابية، فيما لا يزال يفتقر إلى وجود فريق قوي حوله. وفي مناسبات عديدة، تتناقض تصريحاته مع تعاليمه الوثيقة.

الواقع أنه في بعض الأحيان يناقض نفسه، كما أنه يغرد بالضبط عكس ما قاله في أوقات سابقة. لذلك ليس من المستغرب أن يكون هناك شعور كبير بعدم القدرة على التنبؤ، في الولايات المتحدة وخارجها، حول نوايا ترامب الحقيقية.

دعونا نأخذ روسيا كمثال. قد يُقسم المرء أن ترامب حريص على بناء علاقات أوثق مع الكرملين، لكنه ربما لاحظ أن المؤسسة في واشنطن لن تسمح بحدوث ذلك لأن صداقة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستفتح مساحة كبيرة جداً لروسيا في جميع أنحاء العالم. ولأن ترامب غير قادر على اتخاذ موقف واضح بشأن روسيا، فإنه غير قادر على تطوير علاقة متماسكة مع الاتحاد الأوروبي أو الصين أو الشرق الأوسط.

لعلاقاته مع تركيا مشكلة أخرى. فمن ناحية، قال بقوة إن مخاوف أنقرة حول إرهاب تنظيم "بي كا كا" مبررة وإن الولايات المتحدة ستدعم تركيا فى حربها ضد الإرهاب. ومن ناحية أخرى، تقوم الولايات المتحدة بإرسال أسلحة إلى مليشيا "وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي"، كما يعرف الجميع، وهو حزب تابع لـ "بي كا كا" الإرهابي.

فكيف يمكن لأي شخص أن يثق بما يقوله عن كوريا الشمالية، على سبيل المثال؟ اليوم هو يهددهم، لكن ربما غدا سوف يقرر مقابلة المرشد الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونغ أون شخصيا. من سيفاجأ بذلك؟

وكما لو أن عدم إمكانية التنبؤ به ليس كافياً، فإن ترامب يطور الآن عادة جديدة تهدد الجميع، الذي لا يحب سيحب مرغما باستخدام القوة. إذ أطلقت البحرية الأمريكية طلقات تحذيرية على الإيرانيين في الخليج، كما ذُكر التدخل المحتمل في مدينة إدلب السورية، ووقعت اتفاقات لبيع الأسلحة مع كل من السعودية وقطر.

في اللحظة، التي كانت هاتان الدولتان على وشك الحرب مع بعضهما بعضا، وقال للصحفيين إن كوريا الشمالية ستواجه قريبا "بالنار والغضب".

لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. فكما تعلمون، أن فنزويلا تمر بفترة مضطربة جدا، ولا يزال التوتر يتصاعد. وقد أعلنت الحكومة الفنزويلية أن هناك خطرا بانقلاب عسكري يدعي أنه مدعوم من لاجئين مناهضين للنظام فى الولايات المتحدة وبطبيعة الحال بمساعدة ناشطة من الحكومة الأمريكية.

وقد اعتمدت فنزويلا منذ فترة طويلة سياسة مناهضة للولايات المتحدة، وكما هو الحال مع كوبا، قرر ترامب اتخاذ موقف قاسي وعقابي تجاه الحكومات المناهضة للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية. لذلك، لن يكون من المستغرب إذا كانت الولايات المتحدة تعمل بنشاط للتخلص من حكومة فنزويلا الحالية. وفي هذا السياق، أعلن ترامب أن جميع الخيارات مطروحة، بما في ذلك الخيارات العسكرية، لمعالجة أزمة فنزويلا.

هل سيهدد ترامب كل بلد من هذا القبيل من الآن فصاعدا؟ إذا كان هذا هو الحل الوحيد الذي لديه، فإنّ الولايات المتحدة سوف تضطر إلى تعزيز قدراتها العسكرية وزيادة عدد الجنود والقواعد الأجنبية، لأن هناك اضطرابات في العديد من البلدان في أنحاء العالم.

ماذا عن الاضطرابات في الولايات المتحدة؟

تُظهر أحداث نهاية الأسبوع الماضي في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا أن خطر نشوب نزاع مسلح بين القوميين البيض وخصومهم ليس صغيرا؛ فقد أعلن حاكم فيرجينيا حالة الطوارئ. لكننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هذا يكفي لتهدئة الناس. ولا نعرف ما إذا كان العنصريون سيواصلون تجمعاتهم الاستفزازية فى أماكن أخرى فى الولايات المتحدة.

لا يبدو أن ترامب سيهدد كل ولاية مضطربة في الولايات المتحدة بتدخل عسكري. أم أنه سيفعل؟

إن الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التنبؤ به يثير القلق بالنسبة إلى كوكب الأرض بكامله.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.