تصريحات برلين غير الدبلوماسية تؤدي إلى التوتر مع تركيا

إسطنبول
نشر في 22.08.2017 00:00
آخر تحديث في 22.08.2017 20:15

ينبغي أن يتذكر المسؤولون الأتراك والألمان على حد سواء أهمية تعاونهم وأن يضعوا حدا لهذا الهراء

طلبت ألمانيا من شركائها الأوروبيين إعادة النظر فى طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ووقف كافة التحضيرات للمفاوضات مع أنقرة حول تحديث الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب التوتر المستمر بين أنقرة وبرلين.

إنها لأخبار سيئة أن تتحدد علاقات الاتحاد الأوروبي مع الدول المرشحة وفقا لعلاقات هذه الدول مع ألمانيا. وبطبيعة الحال، عندما يتعلق الأمر بتركيا، وحتى الجزء القبرصي فألمانيا قادرة على منع تطور العلاقة التركية الأوروبية على أكثر من صعيد، وهذا بطبيعة الحال يمنح برلين المزيد من النفوذ. في الماضي، كانت العديد من البلدان المعارضة لعضوية تركيا تختبئ وراء الحكومة القبرصية اليونانية، ومن ثم أصبحت قبرص اليونانية أداة مفيدة لإبعاد تركيا عن أوروبا. وبطبيعة الحال كان الجميع يعلم أن قبرص لا تملي سياستها على الاتحاد الأوروبي، بل الاتحاد هو من سمح لقبرص بأن تلعب هذا الدور.

تريد ألمانيا الآن فرض سياسة خاصة على تركيا بشأن الاتحاد الأوروبي، لأن علاقاتها تتعارض حاليا مع الحكومة التركية والرئيس التركي.

ومن الواضح أن مستقبل ألمانيا سيحدد مستقبل الاتحاد الأوروبي. لقد كان الاتحاد الأوروبي مثالا للتكامل، إذ كان يفترض أن جميع أعضائه متساوون، لكن اعتبارا من اليوم، فإن الانطباع الرئيسي أن الاتحاد تحول إلى منظمة هرمية بوجود ألمانيا في القمة. إذ ترغب ألمانيا في أن تكون هي الجهة المقررة في أي اتجاه سيتحرك الاتحاد الأوروبي، وهذا يمثل عقبة خطيرة أمام مستقبل أوروبا.

كما أن لمعارضة الحكومة الألمانية للرئيس رجب طيب أردوغان العديد من المؤيدين الأوروبيين، خاصة في شمال أوروبا. الأمر الذي أدّى أن يصبح موقف برلين الصعب على تركيا عاملا آخر للانقسام بين بلدان شمال أوروبا وجنوبها.

وتهدد ألمانيا أنقرة بوقف محادثات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشير تركيا إلى أنها يمكن أن تؤثر على تصويت الألمان ذوي الأصول التركية.

عند هذه النقطة، علينا أن نتذكر أن ألمانيا لم تكن أبدا حريصة على الترحيب بتركيا في الاتحاد الأوروبي. لذلك ربما ليس من المستغرب أن برلين تلعب الآن دورا رائدا للحفاظ على الاتحاد الأوروبي دون تركيا.

ومن ناحية أخرى، يجب أن نعترف بأن تركيا لا تتصرف تماما كما لو أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هو أولوية إستراتيجية لها. في حين أن ألمانيا تكثف الضغوط الاقتصادية على تركيا، الضغط الذي يمكن أن نطلق عليه عقوبات اقتصادية ما بعد الحداثة، فإن تركيا تواصل الإفراط في الرد على كل تصريح من كل سياسي ألماني. لذلك، أصبحت العلاقات الألمانية التركية تشبه إلى حد ما العلاقات بين السعودية وقطر، ولكن بشكل أكثر تطورا، أو بالشكل الأوروبي.

ألمانيا غاضبة جدا من تصريحات أردوغان فيما يتعلق بالانتخابات الألمانية المقبلة. ولكن في عالم اليوم، كل بلد مهتم بانتخابات البلد الآخر، لذلك ليس هناك ما يدعو إلى الغضب. مجرد إلقاء نظرة على كيفية انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إضافة إلى ذلك، نعلم جميعا أن ألمانيا عملت ظاهريا ضد الاستفتاء الدستوري في تركيا، لذلك فهي آخر بلد بوسعه أن يشكو من التدخل الأجنبي في العمليات الانتخابية.

وتنتقد ألمانيا أفعال الحكومة التركية والطريقة التي تعبر بها عن مطالبها، لكن ألمانيا تبنت منذ فترة طويلة طريقة غير دبلوماسية لإجراء المحادثات مع تركيا. بعبارة أخرى، لا يمكن لأي من تركيا أو ألمانيا أن تدعيا أنهما لم ترتكبا أي أخطاء. تقول أنقرة إنها غاضبة بشكل رئيسي من برلين لأنها تعتقد أن برلين تفضل حماية الانقلابيين الرئيسيين المتهمين في محاولة الانقلاب التي وقعت في العام الماضي عوضا عن تسليمهم، في حين لم يتضح بعد السبب الحقيقي وراء غضب ألمانيا من تركيا.

ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تنتهي هذه الفترة غير المثمرة قريبا وأن يتذكر البلدان أن الصداقة والتعاون يحقق إنتاجية أكبر. وفي الوقت نفسه، من المهم التأكد من أن النزاعات بين السياسيين لا تضر بالعلاقات الودية والتسامح بين الألمان العاديين والأتراك.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.