الاتصالات الأولية بين تركيا وأمريكا في عهد جو بايدن

نشر في 05.02.2021 11:42

لا تزال العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول المسار المستقبلي للعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة خلال رئاسة جو بايدن تدور في الأذهان. ولم يقدم أي من البلدين حتى الآن توجيهات واضحة بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بينهما أو وجهات نظرهما فيما يتعلق بالمشاكل بينهما. ومع ذلك هناك بعض النقاط التي يمكن ملاحظتها.

فقد صرح وزير الخارجية أنتوني بلينكين قبل تعيينه، أن إدارة بايدن قد تفرض عقوبات إضافية على تركيا بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400. كما أشار إلى تركيا على أنها "شريكنا الاستراتيجي المزعوم" في جلسة الاستماع التي عقدها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. لذلك لم يصدم بلينكين أحداً عندما ذكر تركيا والصين في نفس التصريح بعد وقت قصير من توليه منصبه.

وهكذا أوضح موقفه من تركيا بشكل واضح منذ البداية. ويبدو أن إدارة بايدن قد تبنت نفس السياسة الخارجية لدونالد ترامب.

مع ذلك، فإن المفاجئ نسبياً بالنسبة لأنقرة هو تعجل الإدارة الأمريكية الجديدة في إجراء اتصالات مع ب ي د/بي كا كا. ولنتذكر أن دانيال بيكر، وهو عضو سابق في ب ي د/بي كا كا، اعتُقل بتهم الإرهاب وسط مخاوف متزايدة من احتمال حدوث اضطرابات مدنية في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، لذلك أشارت وزارة العدل الأمريكية إلى ي ب ك/بي كا كا على أنها منظمة إرهابية.

لكن يبدو أن الجيش أو المخابرات الأمريكية قد التقوا بعناصر ي ب ك الذين وصفتهم وكالة حكومية أمريكية أخرى بالإرهابيين. وفي الواقع، أعلن زعيم تنظيم ب ي د، الإرهابي فرحات عبدي شاهين الملقب بمظلوم كوباني، أن منظمته والإدارة الأمريكية الجديدة تبادلتا وجهات النظر بشأن إطلاق برنامج مشترك. وكان هذا الإعلان "مفاجئاً نسبياً" لصانعي السياسة في تركيا. لأن إدارة ترامب أيضاً فعلت الشيء نفسه مع أعضاء ذلك الكيان الإرهابي بالرغم من اعتراضات أنقرة.

بالطبع، يجب أن تؤخذ التطورات الأخيرة في الاعتبار عندما شجّع فوز بايدن في الانتخابات استهداف الإرهابيين في شمال سوريا للقوات التركية التي تلعب دوراً حيوياً في الاستقرار الإقليمي. وقد أسفرت تلك الهجمات عن دعوات واسعة النطاق بين المواطنين الأتراك لعملية عسكرية جديدة عبر الحدود.

وإذا أردنا تلخيص المشكلات العالقة بين تركيا والولايات المتحدة لوجدنا أن توتر العلاقات جاء نتيجة انخراط واشنطن مع إرهابيي بي كا كا، ومشاكل برنامج الطائرات المقاتلة إف-35 وقرار تركيا شراء صواريخ إس-400 من روسيا بسبب رفض واشنطن بيع صواريخ باتريوت لأنقرة. ومع ذلك، هناك مشاكل طويلة الأمد تعود إلى سنوات أوباما وترامب. علاوةً على العبء الثقيل لفتح الله غولن العقل المدبر لمحاولة الانقلاب في يوليو 2016 في تركيا، الذي لا زال يعيش في الولايات المتحدة.

فكيف يفترض إحراز أي تقدم دون معالجة هذه القضايا؟

أُجريت يوم الثلاثاء مكالمة هاتفية هامة بين المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان. وقدمت قراءات تلك المحادثة رؤى قيمة إذ أعرب البيت الأبيض عن رغبته في إقامة علاقات بناءة وتوسيع مجالات التعاون وإدارة الخلافات بشكل فعال. لكن الغريب أن الأمريكيين اختاروا الالتزام بـ "إدارة" المشكلات بدلاً من حلها.

وذلك لأنهم ينظرون إلى علاقات واشنطن مع روسيا وإيران والاتحاد الأوروبي، وسياستها تجاه شرق البحر المتوسط، وخطواتها في سوق الطاقة ووجودها في الشرق الأوسط بأنها تتعارض مع ازدياد نفوذ تركيا الإقليمي. وكذلك لأن أياً من البلدين لا يرغب في مراجعة موقفه، بل يريد كلاهما أن تكون له علاقات قوية مع الآخر، وأن يعملا معاً في القضايا الكبيرة، وكبح خلافاتهما.

ووفقاً للمصادر، قد تكون هذه المكالمة الهاتفية مقدمة لأول محادثة بين الرئيس رجب طيب أردوغان وبايدن. وإذا كان هذا التوقع صحيحاً، فسوف يناقش الزعيمان بإسهاب مستقبل العلاقات الثنائية بين بلديهما ويوضحان العديد من النقاط.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.