تجتاح العالم، شرقه وغربه، موجة من الإسلاموفوبيا والعنصرية لا سيما ضد اللاجئين. ولكن تبقى هناك بلدان وشعوب ترحب بهؤلاء الناس وتعاملهم معاملة سكان البلد إنسانياً قبل المعاملة الرسمية.
ففي مدينة باليرمو، في جنوب إيطاليا، ينظر الأهالي إلى اللاجئين كفرصة وطاقة كامنة لجنوب إيطاليا الذي يعاني البطالة وهجرة أبنائه إلى الشمال الغني.
يقول رئيس بلدية باليرمو، ليولوشا أورلاندو في لقاء مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية: "إن سألتموني كم لاجئاً في باليرمو، فلن أجيبكم 60 أو 70 ألفاً... فكل من يصل إلى باليرمو يصبح من سكانها".
ليولوشا أورلاندو عمل الكثير لأجل مدينته، إذ حارب عصابات المافيا وركز على تنمية السياحة مولياً أهمية كبيرة للمركز التاريخي للمدينة. ويتحدث رئيس البلدية بفخر للصحيفة الفرنسية قائلا: "باليرمو مدينة مهاجرين وهذا ما تشهد عليه أبنيتها التاريخية. واليوم هي مدينة مهاجرين وهو ما يشهد عليه استقبال سكانها".
واضاف: "للمستقبل اسمان: غوغل وعلي"، موضحاً أن غوغل هو رمز التواصل الافتراضية وأن باليرمو هي أفضل مدينة متصلة بالإنترنت في كامل حوض البحر المتوسط، و"علي" يمثل التواصل الإنساني.
وعن تأثير تدفق اللاجئين إلى الجزيرة التي تعاني أصلاً من البطالة، ترفض باليرمو المسلّمات القائلة إن اجتماع البطالة مع المشاكل الاقتصادية يعني أزمة سياسية، ويقول رئيس البلدية: "المقياس بالنسبة إلى السياسي هي الانتخابات. وأنا حصلت على أعلى أصوات أعلى مما حصلت عليه منذ 5 سنوات. أعتقد أن اللاجئين يريدون أن يروا إنسانيتنا قبل كل شيء".
وتقدم بلدية باليرمو دروسا مجانية في اللغة الإيطالية وتستقبل اللاجئين القصر وتمنح طالبي اللجوء أماكن للإقامة وتسهل الاندماج لمن يريد ذلك.
وعن المافيا واللجوء يقول : عندما كنا صغاراً لم نكن نر لاجئين، كانت المافيا تمنعهم من الاستقرار لأنها تكره التنوع. ومنذ أن استلمت رئاسة البلدية وكافحت الجريمة المنظمة حتى تراجع تأثيرها، حصل لنا أمر جميل جداً: لقد اجتاحتنا جحافل اللاجئين!".
ويقول الصحفي والكاتب غايتانو باسيل: "لقد ولدت باليرمو من جديد بفضل اللاجئين. وأصبحنا نرى ذلك الخليط التاريخي الذي اشتهرت به مدينتا حين كان يعيش فيها العربي مع اليهودي مع الإسباني" واضاف: "بوسعنا اليوم أن تخيل كيف كانت باليرمو منذ 1000 عام".
