إيران تسعى لاحتواء الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 03.10.2018 00:00
آخر تحديث في 03.10.2018 11:12
مركز الزهراء الديني الشيعي الذي أغلقته السلطات الفرنسية الفرنسية مركز الزهراء الديني الشيعي الذي أغلقته السلطات الفرنسية (الفرنسية)

تسعى الحكومة الإيرانية إلى إزالة ما اعتبرته "سوء تفاهم" مع باريس و"خطأ" بعد اتهام السلطات الفرنسية لها بالوقوف وراء اعتداء تم إحباطه ضد حركة معارضة بالقرب من باريس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "إذا كان هناك سوء تفاهم (...) حول أمر غير موجود، سواء كان ذلك مؤامرة مدبرة من قبل آخرين أو خطأ، يمكننا الجلوس والتحدث عن ذلك". وأضاف أن "الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي الدبلوماسية ولا نعرف طرقا أخرى".

وأعلنت باريس الثلاثاء تجميد أصول شخصين أحدهما دبلوماسي إيراني موقوف في ألمانيا، وإدارة في وزارة الاستخبارات الإيرانية بعدما اتهمتهم بالوقوف وراء محاولة اعتداء تقول السلطات الفرنسية إنها أحبطتها في حزيران/يونيو.

وتقول باريس إن الخطة كانت تستهدف تجمعا لحركة مجاهدي خلق التي تعتبرها طهران "إرهابية" في نهاية حزيران/يونيو بالقرب من باريس.

واتهم مصدر دبلوماسي فرنسي أيضا "إدارة العمليات في وزارة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء الاعتداء" الذي تم إحباطه.

ومنذ بداية هذه القضية، تؤكد إيران أنها مؤامرة ضد الجمهورية الإسلامية لا تستند إلى أي دليل.

مناورات خبيثة:

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رأى منذ الثاني من تموز/يوليو في هذا الملف "حيلة" تهدف إلى إلحاق الضرر بالجمهورية الإسلامية التي تسعى للحصول على ضمانات من الأوروبيين تسمح لها بمواصلة تطبيق الاتفاق النووي الموقع في 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في أيار/مايو الماضي.

وقال قاسمي "عندما يكون أساس المنطق خاطئا وليس هناك سوى ادعاءات، من غير المفيد ومن غير المجدي بناء فرضيات أخرى على هذا التأكيد". وأضاف "لا يمكن اتهام وزارة الاستخبارات أو أي شخص يعمل لحسابها بالتورط في أمر ليس مؤكدا".

ويرى قاسمي في قضية الضاحية الباريسية كما في الحرق الأخير للقنصلية الإيرانية في البصرة بجنوب العراق، دليلا على "مؤامرات" ضد الجمهورية الإسلامية "لتخريب" علاقاتها مع جاراتها أو بعض شركائها الدبلوماسيين.

وقال "نرى أن بعض الدوائر لا تروق لها علاقاتنا مع الأوروبيين ولا بقاء إيران في الاتفاق النووي ومواصلة تعاونها الاقتصادي" مع الاتحاد الأوروبي. متهماً واشنطن "بالسعي إلى زرع الشقاق بين إيران والاتحاد الأوروبي أو حتى بيننا وبين جيراننا".

وقال قاسمي "آمل أن تذهب الأمور باتجاه رفع العلاقات ألى مستوى السفراء"، مشيرا إلى "حق" فرنسا في "اختيار الشخص الذي تراه قادرا على العمل مع السلطات الإيرانية هنا".

من جهة أخرى، تحدث قاسمي عن الصواريخ الإيرانية غداة استخدامها ضد أهداف في شرق سوريا، بينما ما زالت فرنسا تعتبر أن النشاطات البالستية للجمهورية الإسلامية تشكل تهديدا. فقال: "من الضروري التذكير بأن برنامج الصواريخ الإيراني دفاعي وليس هجوميا"، مشيرا إلى أن "النفقات العسكرية لإيران بالمقارنة مع جيرانها مثل السعودية والإمارات العربية، ضئيلة جدا".