بدأ الزوار البلغار يتدفقون بأعداد كبيرة عبر الحدود إلى أدرنة التركية، ليس لتلبية احتياجاتهم اليومية فقط ،ولكن استعداداً لفصل الشتاء القادم وسط ارتفاع تكاليف الطاقة وعدم اليقين بشأن إمدادات الغاز بعد قطع روسيا لها.
وعادة ما يتزود المواطنون البلغار بكل احتياجاتهم من الطعام إلى الملابس عندما يتوجهون إلى المدينة الشمالية الغربية بشكل شبه يومي، لكنهم في الوقت الحاضر، باتو يختارون البطانيات والألحفة إضافةً إلى الأحذية والمعاطف والسترات، تحسباً لأشهر الشتاء القادمة وسط أزمة الطاقة الناجمة عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وكانت الدولة الواقعة في البلقان تعتمد بالكامل تقريباً على الغاز الروسي قبل أن تقطع موسكو الإمدادات في أغسطس/آب، ويكافح الناس الآن لتأمين إمدادات كافية بأسعار معقولة للأسر والشركات في أفقر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
ومع ارتفاع أعداد الوافدين، ازدحمت شوارع الولاية التركية الحدودية وأسواقها، وخصوصاً بعد دخول قانون يسمح للمواطنين البلغار بالعبور إلى تركيا دون جواز سفر، حيز التنفيذ في أواخر يوليو/تموز.
وحول حركة البيع والشراء الكثيفة هذه الأيام قال توركر تولغا وهو تاجر في سوق محلي مفتوح في أدرنة: "نظراً لأزمة الغاز الطبيعي في بلغاريا، وفّقنا إلى عمل جيد في بيع الألحفة والبطانيات والأغطية السميكة الشتوية".
وأضاف: "إنهم يستعدون بالفعل لنقص في الغاز الطبيعي، وقد أضطر لطلب المزيد من البطانيات والألحفة في حال تبين أن المخزونات الحالية غير كافية".
وتجمع علاقات الصداقة وحسن الجوار كلاً من تركيا وبلغاريا كحليفين في الناتو، ويلعب الشتات التركي في بلغاريا أيضاً دوراً هاماً في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية.
من جانبه قال سامي أحمد الذي يعمل مترجماً فورياً في بلغاريا: "الأسعار في أدرنة رخيصة للغاية مقارنةً بالأسعار في بلغاريا والتي تبلغ ضعفين، كذلك البضائع جيدة جداً وكل شيء رخيص من المراتب والبطانيات والوسائد وأغطية الألحفة وحتى البدلات الرياضية، نحن نحب المجيء إلى أدرنة ونشتري كل شيء من هنا الطعام والشراب والملابس".
وبالفعل يشتري الزوار كل شيء من الأطعمة الأساسية بما في ذلك الجبن والزيتون والزبدة ومستلزمات التنظيف إلى النباتات والزهور.
بدوره قال يوكسيل شريف: "نشتري المنظفات من أدرنة ونشتري الفاكهة. لقد أتينا إلى السوق لنشتري أيضاً شتلات لحديقتنا. كما اشترينا الزيتون وشتلات الكمثرى والزهور".
ويبدأ وصول البائعين الأتراك إلى الأسواق في الصباح الباكر بسبب الحشود الهائلة التي تزورهم خلال النهار، ويقوم البائعون المحليون بتهيئة بضائعهم ودكاكينهم استعداداً للازدحام المرتقب كما يفعل أونور بكتاش وهو تاجر محلي يمتلك كشكاً في أحد الأسواق وقال متحدثاً للإعلام المحلي:
"عملنا مزدهر بسبب تسوق البلغار. عادة ما يشترون الكثير من الجبن والزبدة والشيدر والحلويات والملابس". مشيراً إلى تزايد عدد الزوار القادمين للشراء بالجملة.
وأضاف: "يشتري البعض المعلبات متفرقة والبعض الآخر يشتري بالجملة. وهناك من يشترون كميات كبيرة لبيعها في بلغاريا، إضافةً إلى من يلبون احتياجاتهم المنزلية".
