ميليشيا فاغنر تعلن سيطرتها على كامل الجزء الشرقي من مدينة باخموت

وكالة الأنباء الفرنسية
كييف
نشر في 08.03.2023 20:38
جندي أوكراني على جبهة مدينة باخموت. 8 مارس 2023 الفرنسية جندي أوكراني على جبهة مدينة باخموت. 8 مارس 2023 (الفرنسية)

أعلنت مجموعة ميليشيا فاغنر المقربة من الكرملين سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر،

فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن المدينة قد تسقط "في الأيام المقبلة".

ويجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم لإعداد خطة لإمداد أوكرانيا بالذخائر والقذائف إلى أوكرانيا بقيمة مليار يورو.

وأكد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الأربعاء في رسالة صوتية نشرها مكتبه الإعلامي إن "وحدات فاغنر سيطرت على الجزء الشرقي بأكمله من باخموت، كل ما يقع شرق نهر باخموتكا".

وفيما تدافع القوات الأوكرانية عن المدينة، قال الأمين العام للناتو إنه لا يمكن "استبعاد سقوط باخموت في الأيام المقبلة".

وأضاف ستولتنبرغ للصحافيين "إن ذلك لا يعكس بالضرورة أي نقطة تحول في الحرب... لكنه يشير إلى أننا يجب ألا نقلل من شأن روسيا. ينبغي أن نواصل دعم أوكرانيا".

من جهته، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية من أنه إذا استولت القوات الروسية على باخموت، فسيصبح "الطريق مفتوحا" أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن عدة في شرق البلاد.

وأضاف "نحن ندرك أنّه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحا أمام الروس... إلى مدن أخرى في أوكرانيا".

- ذخائر وقذائف:

وفي إطار مسعى "لتفعيل اقتصاد حرب" يجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي ونظيرهم الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأربعاء لإعداد خطة لإمداد أوكرانيا بالذخائر، على أن تبلغ في مرحلة أولى مليار يورو.

وحذر داعمو كييف الغربيون في الأسابيع الأخيرة من أن الجيش الأوكراني الذي يطلق آلاف الذخائر يوميا لصد الروسي، يواجه نقصا حادا في القذائف من عيار 155 مليمترا لمدافعه.

من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء من كييف أن من "بالغ الأهمية" تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية المبرم مع روسيا والحيوي لإمدادات الغذاء العالمية والذي تنتهي مدته في 18 آذار/مارس.

وقال خلال زيارة لكييف "أود تأكيد الأهمية البالغة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 آذار/مارس والعمل على تهيئة الظروف لإتاحة استخدام منشآت التصدير الأساسية عبر البحر الأسود على أفضل وجه ممكن".

وأوضح غوتيريش "ساهم (الاتفاق) في خفض الكلفة العالمية للغذاء ووفّر مساعدة حيوية للسكان الذين يدفعون أيضا ثمنا باهظا في هذه الحرب خصوصا في البلدان النامية".

وقال زيلينسكي بالمثل إن تمديد الاتفاق "ضروري جدا للعالم بأسره".

- انسحاب تكتيكي؟:

ورغم دفاع أوكرانيا المستميت عن باخموت منذ بدء المعركة في آب/أغسطس، تعهدت روسيا السيطرة على المدينة.

وتشهد المدينة المعركة الأطول والأكثر فتكا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. والأهمية الاستراتيجية لباخموت موضع جدل لكن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية نظرا إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان.

وتسعى موسكو إلى تحقيق انتصار رمزي أقله منذ انتكاساتها الفادحة الخريف الماضي وتأمل في أن يفتح لها الاستيلاء على المدينة الباب للسيطرة على الجزء الذي لا يزال خارجا عن سيطرتها في منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.

وبعد إحراز تقدم في الفترة الأخيرة، يبدو أن الروس يسيطرون على مداخل المدينة الشمالية والجنوبية والشرقية التي باتت مهددة بالتطويق.

وتشن قوات مجموعة فاغنر هذا الهجوم متكبدة خسائر كبيرة.

وقائد مجموعة المرتزقة هذه في نزاع مفتوح مع القيادة العسكرية الروسية إذ يتهمها بعدم إمداد قواته المنتشرة في الخطوط الأمامية للمعركة بما يكفي من ذخائر. وأكد أن خطوط الدفاع الروسية ستنهار في حال انسحاب قواته.

وتسري تكهنات منذ أسابيع حول انسحاب تكتيكي للقوات الأوكرانية من باخموت.

وفي أحدث تقرير له نُشر الثلاثاء، قال معهد دراسة الحرب (آي اس دبليو) إن قوات الكرملين استولت "على الأرجح" على الجزء الشرقي من باخموت بعد "انسحاب منظم" للقوات الأوكرانية من هذه المنطقة.

لكن زيلينسكي دحض الثلاثاء التكهنات حول انسحاب تكتيكي وأمر بإرسال تعزيزات إلى هذه المدينة التي لحق بهاد مار شبه كامل، رغم التقدم الروسي الأخير واحتمال أن تطوق.