ناشطو المناخ الشباب يصرخون مستهدفين الأعمال الفنية… "الكبار لا يستمعون"

وكالة اسوشيتد برس
إسطنبول
نشر في 11.11.2022 15:17
آخر تحديث في 11.11.2022 22:15
صورة أرشيفية صورة أرشيفية

رداً على تساؤلات الناس عن سبب قيام نشطاء المناخ بإلقاء حساء الطماطم والبطاطا المهروسة في المعارض الفنية الكلاسيكية، يزعم النشطاء الشباب الذين سئموا من ذلك أن البالغين لا يستمعون إليهم.

ويتهم جيل تغير المناخ، المسؤولين بالتحدث كثيراً والاستماع قليلاً جداً والعمل بشكل أقل. وهم يعبرون عن مللهم من هذا الواقع.

وحول ما يقومون به من محاولات للفت النظر إلى المشكلة البيئية الخطيرة المتمثلة بتغير المناخ المتزايد، قالت ميتزي فيوليتا ناشطة من السكان الأصليين تبلغ من العمر 23 عاماً من المكسيك: "بدلاً من الحديث عن كيفية حل أزمة المناخ، يتفاوضون حول كيفية الاستمرار في التلوث. وتدرك حركات الشباب أن الحل لن يكون في التجمعات العالمية، مثل التي تجري في مصر".

وقالت جاسمين وين البالغة 18 عاماً من إحدى المجموعات البيئية: "نحن مستاؤون من التقاعس الذي يتجاوبون به".

ومع اقتراب عقود من الطقس الأكثر دفئاً وجفافاً، يتصور نشطاء المناخ الشباب مستقبلاً يشعرهم بالإحباط والقلق، وفقاً لأكثر من 130 ناشطاً شاركوا في استبيان صحفي. وقال معظمهم إنهم يعتقدون أن إضراباتهم واحتجاجاتهم فعالة. لكن في الآونة الأخيرة، ذهب عدد قليل من النشطاء في إجراءات رفيعة المستوى وملفتة للانتباه، إلى ما وراء تخطي النهج الروتيني وبدؤوا باستهداف المعارض الفنية ومستودعات الإطارات ومستودعات الوقود الأحفوري.

ويتوقع الخبراء والممولين تصعيد هذه الإجراءات المباشرة.

من جانبها قالت مارغريت كلاين سالامون، أخصائية نفسية ومعالجة سريرية تدير صندوق طوارئ المناخ الذي يدعم مالياً بعض أحداث الاحتجاج المباشرة: "سيفعلون كل ما هو ضروري غير عنيف. إنهم مشتعلون وعاطفيون جداً. وهذا من طبع الشباب بالتأكيد. لكنهم مدعومون بالواقع، من خلال وجود نوع من المواجهة مع الحقيقة".

وفي واحدة من الاحتجاجات الأكثر تقليدية في مدينة نيويورك في سبتمبر/أيلول، قالت ترولي هورت البالغة من العمر 14 عاماً، إنها خائفة من المستقبل: "لطالما حلمت بكل هذه الكوابيس، والآن أحاول قول لا تفعلوا ذلك" مؤكدةً أن المشكلة تكمن في أن القادة يتحدثون عما يأملون في القيام به، "لكن ليس هناك الكثير من الأشخاص الذين يتخذون إجراءات".

وفي معرض الإشارة أيضاً إلى قلقها من نفس الاحتجاج، قالت لوسيا دي-برات البالغة من العمر 16 عاماً: "إنه شيء يدعو للقلق بشأن المستقبل ويتعين الخروج إلى الشوارع والفعاليات الهامة والقيام بشيء حيال ذلك".

مضيفةً: "أشعر بصدق أن البالغين لا يستمعون".

ويعتقد العديد من الذين تمت مناقشتهم حول مؤتمرات المناخ، أن الحكومات والمنظمات الدولية تتقدم ببطء شديد لمكافحة تغير المناخ، وأنها مجرد كلام بدون عمل، أو "ثرثرة فارغة" كما وصفها الناشط السويدي في خطاب ألقاه العام الماضي.

وقال جيفانيك هنري البالغ من العمر 25 عاماً في منطقة البحر الكاريبي: "بدلاً من مجرد إحداث ضجيج يزيد الكآبة، قم بإحداث ضجيج للعمل. أعتقد أن هذا يجب أن يكون الشيء الحاسم". "نحن نقود العمل".

بدورها قالت أنيفا كلارك، ناشطة تبلغ من العمر 17 عاماً من ساموا: "المال لا يهم لأنه لن يكون لدينا أي مكان نعيش فيه. وربما تكون هذه هي القضية الأكبر التي لا يفهمها الكثير من قادة العالم حقاً".

وفي حين أن العديد من النشطاء الشباب لا يشعرون أن أحداً يستمع إليهم، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أشاد بشباب العالم لتحفيزهم المفاوضين على فعل المزيد. وقالت عالمة الاجتماع بجامعة ماريلاند دانا فيشر التي تدرس حركة البيئة والنشطاء الشباب، إنهم شهدوا أمام الكونغرس وتحدثوا أمام الأمم المتحدة وفي مفاوضات المناخ السابقة.

وأوضحت: "لقد حصل الشباب على الكثير من الكلام أكثر مما فعلوا في أي وقت آخر خلال حياتي المهنية". "أعتقد أن الكثير منهم شعروا بالرضا لأنهم تمت دعوتهم ومنحهم هذه الفرص التي تعني أن الجميع سينطلقون لتغيير السياسة الحالية، لكن هذا ليس ما يحدث، ما يتسبب في إحباطهم بعد ذلك".

وفي حديثها في فعالية ثقافية في لندن، قالت تونبيرج إن المؤتمرات المناخية السنوية مثل تلك التي تعقد في مصر لن تحدث تغييراً ذا مغزى. وأضافت: "علينا أن نستخدم مؤتمرات المناخ العالمية فرصة للتعبئة، ولجعل الناس يدركون أنها عملية احتيال وأن هذه الأنظمة تخذلنا".

ويعتقد بعض النشطاء الشباب أن من تسبب بإحداث التغير المناخي يحتاج إلى دفع الفاتورة، فالدول الصناعية الغنية التي أصدرت تاريخياً غازات الكربون من الوقود الأحفوري أكثر من الدول الفقيرة، تعهدت بالدفع للفقراء للتكيف مع الأعاصير والجفاف والفيضانات التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، لكنها حتى الآن لم تف بوعدها بضخ 100 مليار دولار.

وبينما يواصل المستثمرون في وول ستريت ضخ الأموال في الصناديق التي تسمي نفسها "خضراء"، يلقي العديد من نشطاء المناخ الشباب باللوم على رأسمالية السوق الحرة نفسها لإضافة غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي، وهو أمر غالباً ما يتجاهله المحللون والمسؤولون الكبار كعامل هام ومؤثر.

وحول هذه النقطة قال أحد الناشطين البالغ من العمر 17 عاماً: "إن تغير المناخ والرأسمالية متشابكان بطبيعتهما".

وقالت فيوليتا من المكسيك: "لم نعد نريد أن نعيش في عالم نسعى فيه فقط إلى استهلاك واستخدام الأشياء والتخلص منها".

وعلى غرار حركات الاحتجاج الأخرى، هناك اختلافات في التفكير حول ما إذا كان يجب العمل داخل النظام أو خارجه. ويتعاون بعض النشطاء مع الحكومات والمنظمات الدولية والجمعيات غير الهادفة للربح، لزيادة الوعي بمخاطر المناخ التي تواجه مجتمعاتهم. بينما يعمل الآخرون بصرامة على المستوى الشعبي، ويقاتلون القوى الموجودة.

ويقول الخبراء الذين يدرسون نشطاء المناخ الشباب، أنه في حين أن الجيل الذي ينتمون إليه هو الأكثر تعليماً في التاريخ، يرغب الكثيرون منهم في إيقاف تعليمهم مؤقتاً للتركيز على العمل المناخي. وفي الوقت نفسه يريد آخرون دمج حياتهم المهنية مع النشاط المناخي من خلال العمل مع الحكومات والمنظمات غير الربحية في قضايا المناخ.