مساعد رئيس الأركان يعترف بضلوعه في محاولة الانقلاب لصالح التنظيم الموازي

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 20.07.2016 00:00
آخر تحديث في 20.07.2016 17:02
مساعد رئيس الأركان يعترف بضلوعه في محاولة الانقلاب لصالح التنظيم الموازي

اعترف المقدم ليفينت تورك كان، مساعد رئيس هيئة أركان الجيش التركي، بانتمائه إلى التنظيم الموازي (جماعة فتح الله غولن)، كما اعترف بوقوف التنظيم خلف محاولة الانقلاب في تركيا، ليلة الخامس عشر من تموز/يوليو.

جاء ذلك ضمن اعترافاته التي أدلى بها أثناء التحقيقات المستمرة مع القيادات المشتبه بتورطها في الانقلاب. وبحسب ما نقلته صحيفة حرييت من تسريبات، فإن "تورك كان" اعترف بانتمائه إلى التنظيم الموازي منذ دراسته في المرحلة الإعدادية، ناسباً إلى التنظيم الفضل في دعمه في مسيرة حياته التي بدأها في أسرة فقيرة ومعدومة.

واعترف "تورك كان" بقيامه بالتجسس على قيادات عليا في الجيش، تبعا لأوامر من التنظيم. كما اعترف باطلاعه على خطة وقوع الانقلاب منذ الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس، الرابع عشر لتموز/يوليو، أي قبل يوم من بدء محاولة الانقلاب.

وأضاف في اعترافاته: "يوم الخامس عشر من تموز، ذهبت الى مكتب اللواء محمد ديشلي -وهو أيضاً في عضو في التنظيم الموازي- الذي قال لنا بأنه سيعرض على رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، فرصة أن يكون كنعان إيفرن جديد (قائد القوات المسلحة الذي أصبح رئيس الدولة بعد انقلاب عام 1980). ديشلي كان يعتقد أن أكار سيقبل العرض. لكنه وجنرالات آخرون رفضوا العرض". كما قال أن أكار حذر ديشلي ورفاقه من ارتكاب أي حماقة، قبل أن يتم أسره.

وأضاف تورك كان: "بقيت هناك. واتصل بي ديشلي طالباً مني أن أتصل بزوجة أكار لأخبرها باعتقاله. فعلت. وانهارت زوجته من البكاء على الهاتف".

وفي سياق خدمته للتنظيم الموازي، قال توركان

كنت أتنصت على رئيس الأركان السابق، إذ كنت أضع جهاز التنصت في أي مكان داخل غرفته في الصباح، وآخذه عند انتهاء الدوام، وكان الجهاز قادراً على تسجيل الأصوات لمدة 15 ساعة، وحصلت على الجهاز من أحد إخواننا يدعى مراد، كان يعمل في مديرية الاتصالات، وقال لي حينها أنهم يرغبون في التنصت من أجل جمع المعلومات، ولا يوجد شيء آخر وراء هذه العملية، إلّا أنني لم أستمع لما كان يُسجّل في جهاز التنصت".

وأكّد توركان أنه كان على صلة بـ "محمد أكقورت" الذي كان يشعل منصب مساعد خلوصي أكار الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان لمدة عامين، مبيناً أنّ أكقورت كان يعمل أيضاً لصالح المنظمة الإرهابية وكان يتنصت على أكار.

وتابع في هذا الصدد قائلاً: " لم أكن أعلم ممّن كان يتلقى أكقورت تعليماته، ولكنني أعلم أنه كان مكلفاً بالتنصت على أكار، والأن لا أدري ما مصيره إلّا أنني أعلم بأنه كان مكلفاً بقتل الرئيس الثاني لهيئة الأركان، واعتقد أنّ المنظمة كانت تتنصت على هؤلاء القادة بهدف معرفة ما يدور داخل قيادة الأركان".

وفي معرض سرده لما قام به خلال تواجده في رئاسة الأركان التركية قال توركان: "عندما اعتلى خلوصي أكار منصب رئاسة هيئة الأركان، تابعت عملي في الهيئة كمساعد له وتخليت حينها عن القيام بعملية التنصت، وعلمت بعد عدة أشهر بأن قيادة المنظمة كلفت المساعد سرحات والمساعد شنر بهذه المهمة، وكانا يعملان لدى أكار أيضاً، وأعتقد أنّ (60 - 70) بالمئة من الضباط الذين التحقوا بالقوات المسلحة بعد عام 1990 هم من أنصار الكيان الموازي".

ويوم الجمعة الماضية وقبيل محاولة الانقلاب، أكّد توركان أنّ رئيس الأركان أكار التقى برئيس الاستخبارات هاكان فيدان، واستمر اللقاء لأكثر من ساعة، مضيفاً أنّ قرابة 20 من القوات الخاصة، مجهزين بالعتاد الكامل، قدموا إلى مبنى رئاسة الأركان، وعرضوا عليه المشاركة في الانقلاب، إلّا أنّ أكار رفض هذا العرض.

وأعرب توركان عن ندمه الشديد للاشتراك في محاولة الانقلاب الفاشلة واتباعه زعيم المنظمة الإرهابية فتح الله غولن، مدعياً أنه ليس خائناً وأنه لم يطلق النار على الشرطة والمدنيين خلال محاولة الانقلاب.