مسلسل "عاصمة عبد الحميد" يحصد ملايين المشاهدات وشهادة اعتزاز من حفيد السلطان

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 26.05.2017 00:00
آخر تحديث في 27.05.2017 01:43
من أفيش المسلسل من أفيش المسلسل

نجح مسلسل "عاصمة عبد الحميد" أو "بايتخت عبد الحميد" كما يطلق عليه الأتراك، في تحقيق معدلات مشاهدة قياسية، ليس في تركيا وحدها، بل اتسعت شهرته إلى الدول العربية ومنطقة البلقان وأمريكا اللاتينية، بعد مرور ثلاثة شهور على بدء عرضه فقط.

الكثيرون من العاملين في أوساط الفن في تركيا، بمن في ذلك أعضاء فريق العمل نفسه، كانوا يتوقعون هذا النجاح لا سيما أن سوق الأعمال التلفزيونية التركية تشهد طفرة كبيرة في الآونة الأخيرة.

هذا ولا يزال لسلالة السلطان عبد الحميد وجود، ومنهم أورهان عثمان أوغلو الذي كان من بين المستشارين المسؤولين عن العمل، وقد صرح أورهان خلال لقاء على هامش مشاركته في أحد المعارض الفنية في مدينة قونيا وسط تركيا، قال: "نجح المسلسل في دخول البيوت العربية وتحقيق قدر كبير من النجاح حتى قبل عرضه على التلفزيونات العربية".

وأضاف: "تمّكن المسلسل من تشكيل قاعدة كبيرة جدا من المتابعين على المستوى العالمي، وفي العالم العربي بشكل خاص، وتكاد استفسارات محبي المسلسل لا تتوقف، ومنهم كثيرون يطالبون بمواصلة تصوير المزيد من الحلقات".

وقد بدأت قناة تي آر تي التركية في فبراير/ شباط 2017 عرض أولى حلقات مسلسل "عاصمة عبد الحميد"، بواقع حلقة في كل أسبوع.

ويوثق المسلسل أبرز الأحداث في الأعوام الـ 13 الأخيرة من حياة السلطان عبد الحميد الثاني (1896-1909) الذي ولد عام 1842 في مدينة إسطنبول ودام حكمه 33 عاما.

حفيد عبد الحميد تابع قائلا: "كنت مؤخرا في زيارة لبيروت، وغمرتني حالة لا توصف من الفرحة والدهشة من كم الترحيب والاحتفاء الكبير لدى الناس هناك بالمسلسلات التركية التاريخية وعلى رأسها عاصمة عبد الحميد وقيامة أرطغرل".

وأوضح أنه سأل جميع من التقاهم في بيروت عن كيفية متابعتهم للمسلسل رغم أنه لم يعرض بعد على شاشات القنوات العربية: "أخبروني أنهم يشاهدون كافة الحلقات مترجمة عبر الإنترنت فور بثها بالتركية"!

وأشار إلى أن المتابعين العرب لم يكتفوا بالمشاهدة بل حركتهم مشاعرهم الطيبة إلى البحث وتقصي الحقائق عن تلك الحقبة التاريخية، وأن لديهم العديد من التساؤلات عن بعض الحقائق غير المعروفة. وأضاف: "جميع من اجتمعت بهم في بيروت سألوني عن مصير محمود باشا (شخصية غير مخلصة للدولة بالمسلسل)، وهل سيعدمه السلطان في الحلقات القادمة؟".

* حماية الحقائق التاريخية من التزييف:

ولفت عثمان أوغلو إلى أهمية الدور الكبير الذي تلعبه المسلسلات التاريخية مثل عاصمة عبد الحميد، في عرض الحقائق التاريخية وحمايتها من التزييف. وأضاف: "أدركنا تقصيرنا في هذا المجال عند عرض مسلسل القرن الذهبي (المعروف عربيا باسم حريم السلطان)، بما يحويه من مغالطات تاريخية عن الدولة العثمانية، والتي انتشرت داخل وخارج البلاد"؛ وتابع: "صرنا على يقين من ضرورة تصوير تاريخ أجدادنا بأنفسنا وعدم انتظار قدوم الآخرين لحماية تراثنا، وبدأنا إطلاق أولى الخطوات بتصوير مسلسل قيامة أرطغرل ثم عاصمة عبد الحميد، والمسيرة لن تتوقف".

السلطان عبد الحميد الثاني هو الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرون من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. تولى الحكم عام 1876 حتى عام 1909، حين وضع رهن الإقامة الجبريَّة إلى وفاته في 10 فبراير/شباط 1918.

التاريخ الإسلامي يستحق أكثر من ذلك:

أشار عثمان أوغلو أيضا إلى أن الكثيرين في الشرق الأوسط لا يعرفون تاريخهم الحقيقي رغم ما يتمتع به من عظمة، واحتوائه على كثير من النجاحات والصفحات المشرقة في مختلف المجالات.

وأضاف: "تاريخ الإمبراطورية العثمانية تاريخ طويل يمتد لألف عام من الزمان، هذا التاريخ يستحق منا بذل جهود كبيرة لعرضه لأبناء هذه المنطقة، انظروا حولكم هنا في قونيا حيث كانت واحدة من كبرى الدول الإسلامية في العصور الوسطى تقف شامخة أمام العالم (الدولة السلجوقية)".

وأردف: "في كل زاوية وجادة في المدينة تاريخ يستحق عشرات من الأعمال، فضلا عن مراحل نشأة الدولة العثمانية واتساعها وازدهارها عبر 6 قرون".

يُذكر أن سردار أوغراتجي منتج مسلسل عاصمة عبد الحميد أشار في تصريحات سابقة أن المسلسل يستعد للعرض في قنوات تلفزيونية عالمية في مناطق أمريكا اللاتينية والبلقان وقطر.

وقد بلغ عدد مشاهدي المسلسل خلال الخمس حلقات الأولى، في تركيا لحظة بثه عبر شاشة التلفزيون ما بين 15-20 مليون. فضلا عن ملايين آخرين من المتابعين عبر الإنترنت.