جنيف.. اتهام مفوضية حقوق الإنسان بتزويد الصين بأسماء معارضين

وكالة الأناضول للأنباء
جنيف
نشر في 14.01.2021 17:17
آخر تحديث في 15.01.2021 04:59

اتهمت إيما رايلي، موظفة في الأمم المتحدة ومحامية في مجال حقوق الإنسان، مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتزويد الحكومة الصينية بأسماء نشطاء معارضين لسياستها وخاصة الأويغور.

وأوضحت رايلي في تصريحات لها، أن مكتب حقوق الإنسان يقدم "سرا" أسماء النشطاء الذين انتقدوا الحزب الشيوعي الصيني وسياساته.

وأضافت أن مسؤولين صينيين طلبوا من الممثلية الدائمة في جنيف تقديم أسماء الشخصيات المعارضة والتي تشارك في فعاليات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي تعقد ثلاث مرات في السنة.

وأشارت إلى أن عائلات النشطاء الأويغور الذي يشاركون في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان يتعرضون لضغوطات في الصين.

وذكرت رايلي، أن الأمم المتحدة بدأت بفتح تحقيق معها حول القضية وأنها تخطط لإخراجها من وظيفتها بسبب إبلاغها لبعض الدول عن ممارسات مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وأكدت أن الأمم المتحدة لم تجر أي تحقيق مع موظفي مكتب حقوق الإنسان حول تسريب أسماء الناشطين، داعية وفد الاتحاد الأوروبي التابع للأمم المتحدة في جنيف، والدول الأخرى، لإجراء تحقيق مستقل في سياسة الأمم المتحدة.

وطالبت رايلي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالتحقيق مع موظفي الأمم المتحدة الذين ينتهكون قواعدها بتسريب الأسماء للصين بدلا من التحقيق مع بكين.

من جهة أخرى، نفت مصادر دبلوماسية للأناضول، ممارسة تسريب أسماء النشطاء في اجتماعات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لدول أخرى.

وأكدت المصادر أن أسماء النشطاء والمعارضين الذين يحضرون اجتماعات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "محمية".

وفي معرض رده على رايلي، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن مزاعمها تتعلق بـ"ممارسة سابقة"، نافيا حدوث ذلك الآن.

وأضاف كولفيل، الأربعاء: "إن مزاعم السيدة رايلي تتعلق بممارسة سابقة ليست مستمرة، يتم بموجبها تأكيد أسماء المشاركين في مجلس حقوق الإنسان في بعض الأحيان للدول، في ظروف محدودة".

وتابع بأن ذلك كان يتم "مع الحرص على ضمان عدم تعرض نشطاء حقوق الإنسان لأي خطر، نتيجة إجراءات المفوضية".

وأردف كولفيل قائلا: "لسنا على علم بأي دليل من أي نوع على أن أي إجراء من قبل المفوضية في هذا الصدد أدى إلى إلحاق الضرر بأي مشارك".

وأشار كولفيل أنه "منذ عام 2015 ، توقفت حتى هذه الممارسة المحدودة"، معتبرا أن ادعاءات رايلي باستمرارها الآن تعد "كاذبة".

وشدد على أنه "على مدى السنوات الخمس الماضية، لم تؤكد المفوضية أسماء الناشطين المعتمدين لحضور جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لأي دولة".

وزاد بالقول: "لقد انخرطت السيدة رايلي في دعاوى قضائية أمام محكمة الأمم المتحدة للمنازعات المستقلة ومحكمة الاستئناف التابعة للأمم المتحدة، وعدد منها لا يزال جارياً".

ومضى كولفيل قائلا: "العديد من الادعاءات التي تواصل رايلي تقديمها في المجال العام تم رفضها من خلال القرارات النهائية التي أصدرتها بالفعل تلك المحاكم".

ومؤخرا، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية في "التقرير العالمي 2021"، إن الصين "تعيش أحلك حقبة في مجال حقوق الإنسان منذ أحداث ساحة تيانانمن عام 1989".

وأفادت المنظمة في تقريرها، بأن موقف الصين يسوء تجاه الجماعات العرقية في مناطق الحكم الذاتي كإقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، ومنطقتي منغوليا الداخلية والتبت.

وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة البالغ عددها 23 مليون نسمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وزارة الخارجية الأمريكية، ذكرت في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان 2019، أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.

غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".