وثيقة حماس الجديدة تعد بالسلام المأمول

إسطنبول
نشر في 09.05.2017 00:00
آخر تحديث في 09.05.2017 23:55

إن تغيير سياسة حماس هو شعاع من الأمل في تحقيق السلام الإقليمي، ومن ثم فإن جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الصراع يجب أن تظهر الدعم اللازم.

لم يول العالم اهتماما كبيرا بفلسطين منذ بعض الوقت بسبب جدول الأعمال الدولي المحموم تماما، ومع ذلك حدث تغيير كبير صامت هناك إذ أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مؤخرا أنه تم انتخاب إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي للحركة بديلا منه. وهذا ليس تغييرا إداريا بسيطا، لأن حماس اعتمدت أيضا رؤية سياسية جديدة.

تفيد الوثيقة الجديدة لحماس التي تضم 42 مادة بأن حماس هي قبل كل شيء حركة وطنية فلسطينية. هذه إجابة ضمنية على أولئك الذين يدعون أن حماس هي ببساطة فرع من جماعة الإخوان المسلمين المصرية. إلى جانب ذلك، وبما أن الزعيم الجديد لحماس يعيش في غزة، على عكس مشعل الذي اتخذ من قطر مقرا له، فمن الواضح أن الحركة ستركز من الآن فصاعدا على وضع الشعب الفلسطيني الذي يكافح من أجل البقاء في الأراضي المحتلة.

ربما يكون محمود عباس، زعيم حركة فتح التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها، غير راض عن التغيير، فهو يواصل ادعاءه أنه يمتلك القيادة على كل فلسطين من حيث إنه المعترف به كممثل شرعي وحيد من قبل الحكومات الغربية. لكنه فقد ولاء الكثير من الفلسطينيين منذ عدة سنوات. إسرائيل تعتبره الزعيم الشرعي الوحيد للفلسطينيين، لكنها لم تنتهز الفرصة لجعله محاورا لدفع عملية السلام إلى الأمام.

في الوثيقة السياسية الجديدة، تؤكد حماس رغبتها في التوصل إلى سلام دائم. وتقول بطبيعة الحال إنها ستقاتل من أجل الحصول على دولة فلسطينية حرة، لكنها أسقطت دعوتها طويلة الأمد إلى تدمير إسرائيل. وهي توافق على قيام دولة فلسطينية انتقالية داخل حدود ما قبل حرب 1967. وهذا يتفق مع مقترحات الأمم المتحدة للسلام. وبالمثل، تقول حماس إنها ليست ضد الشعب اليهودي، بل ضد الصهيونية؛ وإنها ترفض صراعا يقوم على التمييز العرقي أو الديني.

وتؤكد الوثيقة أن حماس تهدف إلى بناء دولة فلسطين ديمقراطية وشاملة يكون للمرأة تمثيل في الحكومة، كما تقول إن الإسلام دين للسلام والتسامح. كل هذا قد يسهل على المجتمع الدولي التحدث إلى حماس بدلا من الإصرار على عباس بصفته الممثل الوحيد. وقد يشجع أيضا إسرائيل على تخفيف موقفها تجاه حماس.

هذه تعديلات هامة ليس فقط بالنسبة إلى الفلسطينيين بل المنطقة بأسرها. دون أن ننسى، بالطبع، أن بعض الناس سيحاولون تخريب هذا التغيير. أحدهم يشعر أن إحدى أولويات حماس ستكون إقناع الناس أن الإسلام والإرهاب غير متوافقين. وعلاوة على ذلك، فإن التركيز على الكفاح الوطني الفلسطيني بدلا من التركيز على التوازنات الإقليمية، يرسل إشارة قوية إلى البلدان التي تستغل الحالة القائمة في الأراضي المحتلة.

ومن بين هذه البلدان، بالتأكيد، إيران. إن موقف طهران من الحرب السورية وتصميمها على دعم الأسد مهما كان، قد لاقى انتقادا واسعا من الفلسطينيين بالفعل. كما ترى حماس أن إيران لن تكون ذات فائدة كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طالما أنها تقترب أكثر من روسيا.

وقد أوردت الوثيقة السياسية الجديدة التي اعتمدتها حماس أهم قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، التي لا تختلف كثيرا عما كانت عليه في الوثائق الدولية السابقة، وضع القدس والحدود والمستوطنات الإسرائيلية واللاجئين الفلسطينيين وما إلى ذلك. وكانت هذه الموضوعات موضع خلاف منذ عقود. الآن حماس تريد أن تدخل في تلك المناقشات.

ولا نعرف حتى الآن ما إذا كان العالم سيستجيب بشكل إيجابي لهذا التغيير الشامل الذي أجرته الحركة. إن لم يكن كذلك، لن يكون للقادة الغربيين الحق في أن يقولوا شيئا عن مستقبل الفلسطينيين. بعضهم لا يريدون أصلا رؤية فلسطين مستقلة، بكل حال. لكن أولئك الذين يريدون أن يروا "نوعهم الخاص" من فلسطين سوف يضطرون إلى التفكير مرتين.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.