هل نجحت عملية "درع الفرات" وحققت أهدافها؟

إسطنبول
نشر في 03.04.2017 00:00
آخر تحديث في 03.04.2017 23:18

نعم عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع بعض فصائل الجيش السوري الحر في 24 أغسطس 2016 والتي استمرت سبعة أشهر، نجحت وحققت معظم أهدافها

ما كنت سأقوله في نهاية المقال أقوله الآن في بدايته. نعم عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع بعض فصائل الجيش السوري الحر في 24 أغسطس 2016 والتي استمرت سبعة أشهر، نجحت وحققت معظم أهدافها. تركيا قامت بهذه العملية بعد فترة وجيزة جداً من محاولة انقلاب 15 تموز وفي ظروف صعبة جداً، الأمر الذي أظهر للقاصي والداني حزم أنقرة في حماية أمنها ومصالحها مهما تكن الصعوبات والظروف.

كذلك يجب التذكير بأن عملية "درع الفرات" لم تكن هجومية، بل كانت دفاعية عن الحدود والمصالح الوطنية وفقا للقوانين الدولية، ولو كانت هجومية فلربما سمتها تركيا عملية "حربة الفرات" وليس "درع الفرات".

إذاً ماذا حققت عملية درع الفرات باختصار شديد؟

أولاً: تم تحرير وتطهير جميع المناطق الحدودية من تنظيم "داعش" الإرهابي وطرد عناصره إلى ما بعد الباب، فأُخرج من موقع التهديد المباشر لتركيا. فقبل بدء العملية، كان التنظيم الإرهابي يطلق قذائفه باتجاه الأراضي التركية ويقتل مواطنيها، وتقوم عناصر له بهجمات انتحارية داخل البلاد.

لقد تم تحرير نحو ألفين وخمسمئة متر مربع من داعش الإرهابي ومليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" وقتل نحو ثلاثة آلاف عنصر داعشي و500 من بي كا كا – ب ي د الإرهابيين.

ثانياً: منع سقوط الشريط الحدودي لجنوب البلاد بالكامل بيد تنظيم العمال الكردستاني الإرهابي ونسخته في سورية حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) وقطع الصلة بين كانتونات هذا التنظيم الإرهابي، فتركيا لن تسمح بقطع صلتها مع العالم العربي بفرض شريط كردي معادٍ على حدودها.

ثالثاً: تم تأسيس نواة منطقة آمنة خالية من التنظيمات الإرهابية والتي طالبت تركيا كثيراً المجتمع الدولي بإقامتها، لكن مع تقاعسه أصرت على إقامة هذه المنطقة بإمكانات تركيا الوطنية ولو بنطاق محدود، تؤمن قواتها أمن تلك المنطقة بالتعاون مع فصائل الجيش الحر، وتم تقديم جميع الخدمات الأساسية للمدنيين فيها، وشرع النازحون واللاجئون بالعودة إلى مدن هذه المنطقة مثل جرابلس والراعي والباب.

رابعاً: ربما الأهم من ذلك، أنه بفضل نجاح عملية "درع الفرات" عززت تركيا وجودها ودورها كضامن أساسي في سوريا. صحيح أن لا تركيا ولا أي طرف آخر يستطيع فرض رؤيته من جانب واحد، لكن في نفس الوقت جميع الأطراف الفاعلة في سوريا تدرك جيداً أهمية الدور التركي.

والبعض يتحدث عن ما بعد مدينة الباب وعملية تحرير الرقة، لكن يجب التذكير بأن الباب كانت آخر نقطة لعملية درع الفرات، أما تحرير الرقة فلم يكن من بين أهداف العملية، فمشاركة تركيا في تحرير الرقة تحتاج إلى توافقات أخرى وعملية باسم آخر.

بقيت مسألة أخرى لم تتحقق في إطار عملية "درع الفرات" وهي تحرير وتطهير منطقة منبج من مجموعات "ب ي د" الإرهابي، وهذا الهدف تسعى تركيا لتحقيقه بالطرق الدبلوماسية، نظراً إلى تعقيد الوضع هناك.

إن انتهاء عملية "درع الفرات" لا يعني سحب القوات التركية من المناطق المحررة، بل سيبقى جزء كبير منها هناك لمساعدة الجيش الحر في حماية تلك المناطق، ودرء مخاطر تمدد المجموعات الإرهابية إليها وإلى الحدود التركية.

الأزمة في سوريا للأسف الشديد ستستمر وقتاً أطول، ولذلك قد تضطر تركيا إلى القيام بعمليات عسكرية أخرى لحماية أمنها وحدودها ومصالحها ولتحرير مناطق حدودية أخرى -في هذه المرة- من مليشيات "بي كا كا" و"ب ي د" الإرهابية، وقد تطلق مستقبلاً عملية "حربة الفرات"، بعد نجاح "درع الفرات" إذ يجب أن تكون تركيا في الميدان وإلى الطاولة، لأنها دفعت ثمن انتظارها ثقيلاً...

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.