رسالة تركية واضحة إلى بي كا كا الإرهابي بضربه بالقرب من الحدود الإيرانية

إسطنبول
نشر في 25.06.2021 12:02

تستمر العمليات التركية الأخيرة في استهداف تنظيم بي كا كا الإرهابي، ويؤكد مقتل ناشط بارز في الضربة الجوية التركية للتنظيم في مدينة السليمانية دقة اختيار الأهداف وتنفيذها بشكل يستحق الاهتمام.

وكانت وسائل الإعلام التركية ذكرت اليوم الثلاثاء أن تركيا قتلت عضواً بارزاً في تنظيم بي كا كا الإرهابي في شمال العراق، وهو "أولاش دوغان" المعروف بالاسم الرمزي "أولاش ديرسم" وكان على قائمة المطلوبين في تركيا.

ووفقاً لتلك التقارير، حصلت المخابرات الوطنية على معلومات موثوقة تفيد بأن "دوغان" كان يخطط "لهجوم دموي" على مواطنين أتراك شمال العراق. ونُفذت الغارة الجوية في مدينة السليمانية بطائرة مسيرة مسلحة.

وإذا أردنا تحليل الخبر فسنجد فيه الكثير من المعلومات الهامة نستعرضها فيما يلي:

استراتيجية تركيا في مكافحة الإرهاب:

قامت تركيا قبل بضع سنوات بإصلاح استراتيجيتها في مكافحة الإرهاب، فأعطت الأولوية لإزالة العناصر التابعة للتنظيم المشؤوم من المدن والأرياف التركية وذلك من خلال سلسلة من العمليات الأمنية التي جرت في عامي 2015 و2016، والتي أدت الغرض إلى حد كبير. لكن التنظيم بقي موجوداً بقوة في العراق وسوريا.

ورداً على هذا التحدي، نفذت تركيا عمليات متزامنة في تلك الدول وعلى فترات طويلة، كما أنشأت مناطق عازلة لمنع عناصر بي كا كا الإرهابيين من عبور الحدود التركية وتنفيذ عمليات إرهابية.

وفي المرحلة الراهنة، بدأت تركيا تستهدف بانتظام أعضاء بارزين في التنظيم في كل من العراق وسوريا بعد تحديد هوياتهم وأماكنهم من قبل المخابرات التركية قبل القضاء عليهم في عمليات مشتركة مع القوات المسلحة التركية.

ومارست الحكومة التركية في الوقت نفسه ضغطاً على الحكومة المركزية العراقية في بغداد، إلى جانب السلطات الكردية في أربيل، لإخراج عناصر التنظيم الدموي من معاقله مثل "سنجار" و"مخمور".

لقد سبق "دوغان" الذي كان آخر أهداف تلك الحملة آخرون قبله، فعلى مدى الشهرين الماضيين نجحت تركيا في قتل كبار قادة تنظيم بي كا كا مثل "صوفي نور الدين" و"سلام بوزكير" و"حسن أدير". وأعطت هذه العمليات رسالة لا لبس فيها مفادها أن تركيا ستمضي قدماً في الدفاع عن أمنها القومي وستستهدف بشكل مباشر كبار قادة بي كا كا الإرهابي.

ولا بد هنا من تسليط الضوء على محاولات أخرى موازية للجهود العسكرية وهي تشجيع مقاتلي التنظيم الأدنى رتبة من القادة على الانشقاق. فضلاً عن المبادرة المدنية التي أدت إلى زيادة عدد المستسلمين منهم حيث لا تزال مجموعة من النساء التركيات والكرديات ممن تعرض أطفالهن للتضليل والخطف للانضمام إلى الإرهابيين، يتظاهرن ويعتصمن منذ شهور.

رسائل عبر العمليات العسكرية عن بعد:

من الملفت للنظر في الضربة الجوية التركية الأخيرة أنها وقعت في مدينة السليمانية وهذه المدينة مهمة لسببين:

أولاً، أنها بعيدة تماماً عن الحدود التركية وتقع على مسافة 190 كيلومتراً، ما يشير إلى نجاح تركيا بتنفيذ ضربة جوية في تلك المنطقة ويدل على تحسن قدراتها العملياتية خصوصاً بعد أن تم توجيه ضربات جوية مماثلة في أماكن مثل "سنجار" و"مخمور" في الماضي.

كذلك تقوم تركيا بعمليات عسكرية في مثل هذه الأماكن النائية بطريقتين. ففي بعض الحالات تحدد الاستخبارات الأهداف التي تتبعها طائرات مسيرة غير مسلحة إلى أن تتمكن الطائرات المسلحة من تعقبها وضربها في مكان ووقت مناسبين. وفي أوقات أخرى، تقوم الطائرات المسيرة المسلحة بتعقب أهدافها وتقضي عليها مباشرة.

ومن النقاط الهامة والحاسمة أن كلا الطريقتين المتبعتين في عمليات مكافحة الإرهاب تقضيان بشكل فعال على خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين.

ووفقاً لمسؤول أمني كبير، ألغت تركيا مؤخراً ضربة جوية بطائرة مسيرة ضد عنصر آخر كبير من عناصر بي كا كا بسبب قرب مكانه من تجمع للقرويين. ونتيجة لذلك، تمكن الإرهابي من الفرار.

ومن الأمور المبشرة أنه سيتم إضافة طائرة مسيرة مسلحة من الجيل التالي "إكنجي" إلى مخزون القوات المسلحة التركية في الأسابيع المقبلة.

أما السبب الثاني لأهمية موقع السليمانية في عمليات مكافحة الإرهاب الأخيرة، فهو أنه بالرغم من موقع هذه المدينة في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في العراق، إلا أنها تخضع لسيطرة أطراف تعمل بشكل مستقل عن أربيل.

وكان لتنظيم بي كا كا الإرهابي من بين مجموعات أخرى تأثير كبير في تلك المنطقة بدليل محاولات سابقة لاختطاف مسؤولين أتراك في السليمانية القريبة من الحدود الإيرانية.

وختاماً نقول إن الضربات الجوية التركية في تلك المدينة شأنها شأن العمليات السابقة في "سنجار" و"مخمور" ترسل رسالة واضحة وبليغة إلى عناصر التنظيم المشؤوم بأنهم لن يكونوا آمنين حتى في المناطق التي يتصورون أنهم بعيدون فيها عن قبضة الجيش التركي.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.