إسبانيا: الحكم لصالح طالبة مسلمة بحقها في التعليم وهي مرتدية حجابها

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 26.09.2016 00:00
آخر تحديث في 26.09.2016 14:47
إسبانيا: الحكم لصالح طالبة مسلمة بحقها في التعليم وهي مرتدية حجابها

سلّطت قضية "تقوى رجب" (22 عاماً) الطالبة في معهد بينليور التدريبي المتخصص في مقاطعة فالنسيا الشرقية في إسبانيا، الضوء مجدداً على ما يتعرض له الحجاب في البلاد التي حكمها الإسلام نحو 8 قرون (711 - 1492م).
فقد تقدمت تقوى بعد أن منع مدير المعهد من الدخول وهي مرتدية الحجاب، بشكوى إلى وزارة التعليم والسلطات المحلية في فالنسيا، التي أنصفتها قبل أيام وأجبرت مدير المعهد على السماح لها بالدخول بحجابها.

وفي تصريحات صحفية سابقة قالت "تقوى" إنها شعرت باستياء شديد عندما أبلغها مدير المعهد بحظر الحجاب، وأن ثلاث طالبات أخريات منعن من مواصلة الدراسة لهذا السبب، واصفة ذلك بأنه "انتهاك سافر لحقوق الإنسان" في البلاد.

وتابعت: "قررت أن أتحدى هذا الحظر السافر ومواجهة العنصرية التي تعيق حياة الكثيرات من المسلمات الإسبانيات، وتقدمت بشكوى إلى وزارة التعليم والسلطات المحلية، التي أنصفتني أخيراً وأجبرت المعهد بالسماح لي بمتابعة دراستي".

من جانبها، قالت الحكومة المحلية، في تصريح صحفي، إن هيئة التعليم "ضمنت حق التعليم للطلاب، وبناءً عليه ستتمكن تقوى رجب من متابعة جميع الدروس مرتدية حجابها، وذلك انطلاقاً من أن حق التعليم أسمى من أي شيء آخر".

ولا يوجد في إسبانيا قانون رسمي يمنع المسلمات من ارتداء الحجاب، إلا أن مناطق الحكم الذاتي الفردية، البالغ عددها 17 في البلاد، لديها المرونة بإصدار بعض الأحكام والمعايير بما يخص اللباس المدرسي وبيئة العمل والرموز الدينية وغيرها.

وتعليقاً على تجربة تقوى، قالت الصيدلانية فاطمة الأرودي، المشرفة على مدونة "موضة أزياء المحجبات في إسبانيا" إنها حققت نجاحاً كبيراً واستطاعت أن تغير قواعد اللعبة، آملةً حقاً أن تكون هذه الحالة الأخيرة من هذا القبيل.

وأضافت: "واجهت شخصياً تحديات كثيرة خلال حياتي بسبب التمييز العنصري ضد الحجاب في البلاد، إذ كانت معظم الجامعات ترفض قبولي للالتحاق بها بسبب حجابي مما تسبب في عرقلة دراستي وتأخيري عن باقي زملائي، إضافة إلى صعوبات مماثلة أثناء بحثي عن فرصة عمل".

وتابعت بسخرية: "إننا نغطي شعرنا وليس عقولنا كما يعتقد البعض"، داعية المجتمع الإسباني لتغيير مفهومه الخاطئ عن الحجاب وتقبله كونه أحد الشعائر الدينية الخاصة بالديانة الإسلامية، التي تدعو للتسامح والمحبة.

وفي السياق ذاته، قالت سيلفيا كاراسكو بونس، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة برشلونة الخاصة: "تتسم القوانين والأعراف في البلاد بالغموض، كونها تتيح المجال لبعض فئات المجتمع التعامل مع قضية الحجاب بشكل تعسفي". وأضافت: "في مقاطعة فالنسيا، قررت الحكومة المحلية مراجعة القوانين الخاصة بالرموز الدينية، إلا أن مناطق أخرى من إسبانيا ما زالت للأسف تتوجه لحظر الحجاب".

وذكّرت الأستاذة الجامعية بقضية مماثلة في مدريد عام 2013، انتهت بنتائج مختلفة تماماً إذ قضت المحكمة العليا آنذاك بأن للمدرسة الحق بفرض ضوابط اللباس على طالباتها مما تسبب بترك طالبة المدرسة والبحث عن مدرسة أخرى تسمح لها بالحجاب.

وفي العام 2009، رفضت إحدى المحاكم الإسبانية شهادة المحامية زبيدة بريق إديدي لأنها محجبة، حيث قرر القاضي آنذاك أن شهادتها ستكون مخالفة للقوانين والأعراف.

من جانبها، قالت رفقت الهيتشو وهي صحفية ورئيسة جمعية "الشباب المسلمين الإسبان" (غير حكومية) إن "الحجاب يشكل للمسلمات رمز ديني جوهري، ولا يتعلق بموضة أزياء أو ثقافة ما، وبناءً عليه فهو حق من حقوقهن".

ومن المفارقات المثيرة للغرابة أن قضية "تقوى" جاءت في الوقت الذي ظهرت فيه عارضات الأزياء وهن يرتدين الحجاب لأول مرة، فى أسبوع الموضة فى نيويورك هذا العام، الذى ضم مجموعة من الأزياء هى الأولى من نوعها.

ويعتنق نحو مليون و700 ألف نسمة الإسلام في إسبانيا حسب إحصاءات عام 2012، وهي نسبة لا تمثل سوى 3-4% من إجمالي عدد سكان البلاد، البالغ نحو 49 مليون نسمة.