متحدياً أزمة الطاقة.. شاب لبناني يولد الكهرباء من الرياح

وكالة الأناضول للأنباء
عكار
نشر في 18.11.2022 10:34
آخر تحديث في 18.11.2022 10:40
غيتي (غيتي)

من رحم أزمة الطاقة الخانقة في لبنان، استطاع الشاب محمد السبسبي إنجاز اختراع غير تقليدي لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح بواسطة مواد صديقة للبيئة.

ونحج الشاب اللبناني بتوفير الطاقة الكهربائية لـ 6 منازل سكنية في قريته عكار شمالي لبنان.

وابتكر الشاب محمد السبسبي، 25 عاماً، مروحة غير تقليدية لتوليد الطاقة الكهربائية عبر براميل بلاستيكية ترمى بعد استخدامها.

وطبق السبسبي طالب اللغة الفرنسية وآدابها في الجامعة اللبنانية الحكومية شغفه بالفيزياء وصنع اختراعه من براميل البلاستيك.

وتعتمد آلية إنتاج الكهرباء في الجهاز الذي ابتكره الشاب من التوربين الهوائي العمودي المحوّر على مبدأ تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية، بواسطة التوربين الذي يمنح الطاقة إلى المولد الكهربائي ليحوّل الحركة الدورانية إلى كهرباء.

وعبر جهاز تحكم ذاتي يتم ضبط الطاقة الكهربائية وتنظيمها ليتم شحن البطاريات وتخزين الطاقة وتوزيعها من بعد على 6 منازل سكنية في الحي تعود لعائلته.

وقال السبسبي إن "ما يميز التوربين أنه مصنوع من مواد محلية قابلة لإعادة التدوير، فالبراميل البلاستيكية تلعب دور الدافعات التي تتلقى طاقة الرياح بشكل عمودي وأفقي لتعطي للتوربين قوة الدفع".

وأضاف: "لتعزيز هذه القوة تم اعتماد مبدأ عزم الدوران (مضاعفة الدوران) لإنتاج الطاقة الكهربائية بأقل طاقة رياح ممكنة".

وأوضح السبسبي أن التوربين الذي يعمل به جهازه يتميز بإنتاجيته العالية مع سرعة الرياح المنخفضة.

وعن دوافعه لابتكار هذا الجهاز الصديق للبيئة، قال الشاب اللبناني إن الأزمة الاقتصادية التي حدثت قبل ثلاث سنوات جعلته يكتشف ميله لعلم الفيزياء.

والشاب اللبناني الشغوف الذي أجبرته أزمة كورونا وتدهور الاقتصاد وضعف القدرة الشرائية، على ترك الجامعة، يعيش وسط حي فقير في قرية ببنين بعكار شمالي لبنان.

ويعانى لبنان من أزمة كهرباء قاسية بلغت أوجها في السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً في صيف 2022 حيث بالكاد "تزور" كهرباء الدولة منازل المواطنين ساعة في اليوم، وليس في كل المناطق اللبنانية.

ولجأ اللبنانيون إلى مصادر طاقة بديلة حتى لا تفرض "العتمة" نفسها عليهم، منها الاشتراكات بالمولدات الكهربائية والألواح الشمسية لكنها كبدتهم بأعباء مالية إضافية خانقة.

مشاريع مستقبلية

وعن مشاريعه المستقبلية، قال السبسبي إنه يحلم أن يضاء بلده بالكامل عبر الطاقة النظيفة والتخلي تماماً عن الوقود الأحفوري.

وأضاف: "قبل سنة كنا نعيش في قمة أزمة انقطاع الكهرباء، وما نعانيه من أزمات متكررة يستدعي أن نعتاد على استخدام موج البحر والهواء والشمس وعلى أي شيء نستطيع تسخيره لتوليد الطاقة".

وعن العوائق التي تواجه تطوير مشاريعه، قال الشاب اللبناني إن "العائق الأساسي تمويل إجراء التجارب والأبحاث"، وهو يأمل إيجاد تمويل لمشروعه وتطويره لكي يسهم في حل المشكلات التي يواجهها أبناء شعبه.

وتأثر قطاع الكهرباء في لبنان بعدة عوامل، منها الأعطال المتكررة في مشغلات المحطات، وتأخر دفع مستحقات الوقود، وأخيراً العجز عن دفع مستحقات الشركة المشغلة لأكبر محطات الإنتاج.

ويعاني لبنان شحاً بالوقود المخصّص لإنتاج الطاقة، كأحد تداعيات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها البلاد منذ عام 2019، وتراجع حاد في احتياطي النقد الأجنبي وتدني قيمة العملة إلى نحو 95 بالمئة.